رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد الباز: جمال الغيطانى صاحب أيادٍ بيضاء على الكُتاب والمحررين الشباب.. وافتقدت شهاداته حول المواقف الفارقة فى عمر الوطن

معرض القاهرة للكتاب
معرض القاهرة للكتاب 2024

قال الإعلامى الدكتور محمد الباز، رئيس مجلسى إدارة وتحرير جريدة «الدستور»، إن الكاتب الراحل جمال الغيطانى صاحب أيادٍ بيضاء على المحررين الثقافيين، مضيفًا أنه التقاه كثيرًا، والتمس فيه قيمة فتح الطريق أمام الكتاب الشباب، دون مقابل أو انتظار أى شىء منهم.

وأضاف «الباز»، خلال ندوة «المشروع السردى عند جمال الغيطانى»، أن سيرة صاحب «الزينى بركات» لطالما كانت حاضرة دائمًا، لافتًا إلى أنه افتقد شهادات الراحل، خلال تصويره برنامجه الحالى «الشاهد» على قناة «إكسترا نيوز»، خاصة أن الجميع كان ينتظر الاستماع إلى رؤيته حول أحداث ثورة ٣٠ يونيو، ودور الإخوان فى تلك الفترة، ومقالاته ضدهم.

ولفت إلى أنه فى لقائه الكاتبة ماجدة الجندى، سألها عن لحظة تأسيس «أخبار الأدب»، التى تعد مطبوعة صحفية رشيقة، كما سألها عن رد فعل «الغيطانى» عندما شاهد غلاف أحد أعداد الجريدة الذى يحمل صورة لخيرت الشاطر.

وتابع: «حينها قالت لى الراحلة ماجدة الجندى: جمال الغيطانى مات معنويًا فى هذا اليوم»، مضيفًا أنه احتاج لشهادته حول أحداث المنصة واستشهاد الرئيس السادات ورؤيته لتلك الفترة.

وأكمل: «افتقدت أيضًا شهادته حول حرب السادس من أكتوبر، لأن علاقته بالقوات المسلحة وطيدة، وأيضًا حديثه عن الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى، ودوره فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر»، مشيرًا إلى أن أفضل وصف أُطلق على جمال الغيطانى هو «العارف بالوطن».

وواصل: «افتقدته أيضًا عندما بدأت تسجيل حلقات عن الشخصية المصرية، لأنه كان من المهم أن يكون حاضرًا برؤيته عن تلك الشخصية»، متابعًا: «هناك مقولة فى العمل الصحفى تتمثل فى أن أى جورنال لا يتوقف بانسحاب أحد صناعه، إلا أنه عندما غادر جمال الغيطانى «أخبار الأدب» استشعرت أن هناك أمرًا ما قد انطفأ».

وخلال الندوة، أشاد «الباز» بالكاتب والمؤرخ الثقافى شعبان يوسف، قائلًا: «كاتب مبهر طوال الوقت، ويتحدث فى التاريخ الثقافى بلا غرض»، كما رحب بالكاتب حسن عبدالموجود الذى عمل مع جمال الغيطانى.

بدوره، قال شعبان يوسف: «ميلاد جمال الغيطانى تزامن مع الحرب العالمية الثانية، حيث ولد فى جهينة بصعيد مصر»، مشيرًا إلى ضرورة تأريخ فترة ميلاده فى إصدار عن «هيئة الكتاب»، لافتًا إلى أنه منذ أن بلغ عمره ١٥ عامًا، بدأ كتابة مجموعاته القصصية التى عنونها بـ«المساكين»؛ ثم دفع بقصصه لهيئة الكتاب لنشرها فى عام ١٩٦١، وكان يكتب اسمه «جمال أحمد الغيطانى».

ولفت إلى أن بوابته الأولى كانت من منازل عبدالرحمن الخميسى وصبرى حافظ وصلاح عيسى، حيث تمكن من خلالهم أن يكتب فى مجلة «الأدب»؛ ثم مجلة «المحرر» ولم يكن قد أكمل العشرين من عمره.

وأشار إلى أنه فى عام ١٩٦٥ نشر قصة بعنوان «أحراش المدينة»، لافتًا إلى أن موقع جمال الغيطانى فى الرواية العربية ليس سهلًا، قائلًا: «أول حجر ضربه كان عبر مقاله الذى انتقد فيه رواية (الطريق) لنجيب محفوظ، وتيمتها التى كانت مأخوذة عن الأدب العالمى، وهو مقال كان فى إطار الرد على (على الراعى) أحد أساطين الأدب والنقد».

وأضاف: «فى عام ١٩٦٥ عندما تم اعتقال جمال الغيطانى مع صلاح عيسى وغالب خاليا، ومحجوب عمر وعلى شلش، وغيرهم، وقتها كان الراحل قد انتهى من كتابة ٣ روايات».

وأشار إلى أنه تزامنًًا مع زيارة جان بول سارتر لمصر فى مارس ١٩٦٧، أُفرج عن جمال الغيطانى، لافتًا إلى أنه مع وقوع نكسة ١٩٦٧ وقف هؤلاء الكُتاب مع الدولة فى تلك الأزمة بأعمالهم وأشعارهم وأغنياتهم، وغيرها من الأعمال الثقافية، متجاوزين خلافاتهم مع النظام آنذاك.

فى السياق ذاته، قال الكاتب حسن عبدالموجود: «الغيطانى صاحب طراز فريد جدًا واعتنى بالتراث فى أعماله، وانعكس ولعه بالزمن فى رواياته من خلال الشخصية المصرية، بدءًا من الشخصية الفرعونية حتى الآن، فمرة تجد نفسك فى العصر الفرعونى، ومرة فى العصر المملوكى، وغيرهما».

وتابع: «جمال رحالة اتسمت شخصيته بالانفتاح على الثقافات المختلفة، ثم عاد من رحلاته وأسفاره، ثم ترجم ذلك فى أعماله ورواياته، كما كان جورنالجيًا محترفًا عمل مراسلًا حربيًا، نقل مجهودات الجيش فى حرب الاستنزاف وأخرج أجيالًا من الصحفيين تتلمذوا على يديه».