رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قيثارة السماء.. الشيخ محمد رفعت "سيد قراء هذا الزمن"

 الشيخ محمد رفعت
الشيخ محمد رفعت

في مثل هذا اليوم وقبل 74 عاما، رحل عن عالمنا واحد من أشهر قارئي القرآن في مصر والوطن العربي، الشيخ محمد رفعت، الذي وصفه محبوه بـ"قيثارة السماء"، وقال عنه الشيخ الشعراوي “إنه يجمع بين تلاوة الشيخ الحصري وحلاوة صوت الشيخ عبدالباسط عبدالصمد وعذوبة صوت الشيخ مصطفى إسماعيل”.

أبرز السمات

قبل 142 عاما، ولد الشيخ محمد رفعت في 9 مايو 1882، وهو اليوم ذاته الذي توفى فيه بعد 68 عامًا من قراءة كتاب الله وحمل رايته تنفيذًا لقول رسول الله (خيركم من تعلم القرآن وعلمه)، وتحديدًا عام 1950. 

عُرف عن الشيخ محمد رفعت بأنه الصوت الباكي؛ وهبة السماء؛ وقيثارة السماء؛ وسيد قراء هذا الزمن؛ صاحب أجمل الأصوات وأروعها، وذلك لأنه يتميز ببصمة صوت لا تتكرر وأسلوب فريد في تلاوة القرآن يجعل من يسمعه يتعمق في معانيه ومواقفه ليس بأذنه فقط؛ بل بكل ما يحمله من مشاعر.

واتسم الشيخ ذو الاسم المركب محمد رفعت بالرحمة والمشاعر الرقيقة والعطوفة خاصة على المحتاجين والفقراء، كما أنه كان مرتبطًا بشدة بفرسه وكان يوصي دائمًا بإطعامه.

محطات بارزة فى حياة محمد رفعت

تتلخص حياة القارئ الشيخ محمد رفعت ابن محمود رفعت في 3 محطات، تبدأ بنشأته في درب الأغوات بحي المغربلين بالقاهرة وبداية حفظه القرآن في سن الخامسة. 

فقد محمد رفعت بصره وهو في الثانية من عمره؛ وفي سن التاسعة توفى والده الذي كان يعمل مأمورًا بقسم شرطة الجمالية، ليصبح محمد رفعت بذلك العائل الوحيد لأسرته.

عندما بلغ عامه الحادي عشر لمس شيخه فيه التميز والانفراد فبدأ يرشحه لإحياء الليالي ليبدأ بذلك محطته الثانية وهي الانطلاق في سماء قراءة القرآن للجمهور.

بدأت هذه المرحلة بتلاوته للقرآن في بعض الليالي بمحافظة القاهرة، ثم تمت دعوته بعد ذلك لترتيل القرآن الكريم في المحافظات المختلفة.

وفي عام 1918 وعندما بلغ عامه الخامس عشر، تولى محمد رفعت قراءة القرآن في مسجد فاضل باشا بالسيدة زينب ونال شهرة واسعة جعلت الملك فاروق والنحاس باشا يحرصان على سماعه. 

الشيخ محمد رفعت هو أول من افتتح بث الإذاعة المصرية عام 1934، وعندما سمعت إذاعة BBC العربية صوته تواصلت معه وطلبت منه تسجيل القرآن فسجل لها سورة مريم، واشتهر محمد رفعت وأصبح معروفًا داخل كل منزل ومنشأة ومؤسسة في مصر وخارجها.

وخلال هذه الفترة كان الشيخ محمد رفعت متزوجًا وأنجب 4 أبناء وهم محمد (سكرتيره ومدير أعماله) وأحمد وبهية وحسين.

بدأت محطته الثالثة عام 1943 عندما أصيب الشيخ محمد رفعت بورم في حنجرته ما أعاقه من تلاوة القرآن الكريم، وصرف على هذا المرض كل ما يملك من مال حتى أصبح فقيرًا، ورغم ذلك لم يمد يده إلى أحد رافضًا أي مساعدة مالية له لاقتناعه التام بأن قارئ القرآن لا يهان. 

وفي 9 مايو عام 1950، فارق الشيخ محمد رفعت عالمنا ودفن بجوار مسجد السيدة نفيسة، وفي مطلع الستينيات، استطاع أحباؤه تجميع 278 أسطوانة تضم 19 سورة بصوته وأعادوا تسجيلها وقدموها للإذاعة.