رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد غلق معبر رفح.. غزة على شفا أسوأ كارثة إنسانية بالتاريخ الحديث

معبر رفح الفلسطيني
معبر رفح الفلسطيني

تواجه إسرائيل غضبًا دوليًا وإقليميًا متزايدًا بعد العدوان الوحشي على مدينة رفح الحدودية والاستيلاء على المعبر البري وغلقه، والذي كان يعد نقطة العبور الوحيدة التي تربط غزة بالعالم، ووضعت المدينة تحت وطأة واحدة من الأزمات الإنسانية الأكثر شمولًا وكارثية في القرن الحادي والعشرين.

غزة تقترب من أسوأ كارثة إنسانية في التاريخ بعد استيلاء إسرائيل على معبر رفح

وبحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، فقد ظلت رفح لعدة أشهر آمنة نسبيًا، ومركزًا لعمليات الإغاثة ومنطقة يمكن للفلسطينيين الفارين من أجزاء أخرى من غزة أن يجدوا فيها مأوى، لكن حكومة الحرب الإسرائيلية، بقيادة رئيس الوزراء المحاصر بنيامين نتنياهو، ترى أن التحرك بشأن المدينة هو جزء أساسي من تفكيك القدرة العسكرية لحماس- وهي ضرورة تتفوق على المخاوف المعلنة لمجموعة من الحلفاء، بما في ذلك الولايات المتحدة، التي تخشى تصاعد الحرب أكثر، والنتيجة في النهاية ستكون كارثة قد تلحق بالمدنيين.

ومضى نتنياهو قدمًا حتى في الوقت الذي قام فيه المتظاهرون في المدن الإسرائيلية بحملة ضد حكومته، محذرين من أن الهجوم يهدد حياة المحتجزين الذين ما زالوا في غزة.

وبحلول يوم الثلاثاء، سيطرت قوات الاحتلال الإسرائيلية على معبر رفح الحدودي المحوري الذي يربط غزة بمصر، وكان المعبر الوحيد للسكان لإدخال المساعدات ونقل المصابين ذا الحالات الخطرة للمستشفيات المصرية وغيرها من الدول العربية، لتتفاقم أزمة حصار القطاع، وكثفت إسرائيل قصفها على أجزاء من المدينة، فأصابت المنازل والأبراج السكنية، ودفعت أكثر من 100 ألف شخص إلى الإخلاء المذعور.

وأكدت الصحيفة أنه بعد الاستيلاء عليه أغلقت إسرائيل المعبر الحدودي بشكل كامل، وادعت أن معبر كرم أبوسالم تم فتحه لنقل الإمدادات الحيوية إلى غزة، وهو ادعاء شككت فيه جماعات الإغاثة التي قالت إن الطرق ليست آمنة لمرور الإغاثة الإنسانية، كما كان الأمر مع معبر رفح.

وقالت لويز ووتردج، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لشئون الفلسطينيين (أونروا)، الموجودة حاليًا في رفح: "تشهد منطقة المعبر عمليات عسكرية مستمرة وهي منطقة حرب نشطة، نسمع القصف المستمر في هذه المنطقة طوال اليوم، ولم يدخل أي وقود أو مساعدات إلى قطاع غزة، وهذا أمر كارثي على الاستجابة الإنسانية".

وقال ممثلو المنظمات الدولية الكبرى إن عدم القدرة على الوصول من شأنه أن يؤدي إلى المزيد من الكوارث، حيث أكد جيريمي كونينديك، رئيس المنظمة الدولية للاجئين، في مؤتمر صحفي مشترك يوم الأربعاء لمنظمات إنسانية بارزة: "كل الوقود الذي دخل غزة مر عبر معبر رفح". وأضاف: "عملية المساعدات برمتها تعمل بالوقود، لذلك إذا انقطع الوقود، تنهار العملية الإنسانية، لا يمكن ضخ المياه، لا يمكن إبقاء الأضواء في المستشفيات، لا تستطيع المركبات توزيع المساعدات".

بينما قال ريكاردو بيريس، المتحدث باسم اليونيسف، وكالة الأمم المتحدة للطفولة: "مع إغلاق هذا المعبر الآن، فإن عمليتنا الإنسانية برمتها على الأرض معرضة للخطر، إذا لم تتم إعادة فتح المعبر بشكل عاجل، فإن جميع السكان المدنيين في رفح وقطاع غزة سيكونون أكثر عرضة لخطر المجاعة والمرض والموت".