رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مطاوع لـ"الدستور": مصير الهدنة مُعلق على جدية الأمريكان في حجب شحنات الأسلحة لإسرائيل

اللواء خالد مطاوع
اللواء خالد مطاوع

رأى اللواء خالد مطاوع، مستشار الأمن القومي والخبير الإستراتيجي، أن قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بحجب بعض الأسلحة عن إسرائيل إذا واصلت غزوها البري الكبير لرفح، إذا التزم به دون أي تلاعب أو مراوغة أو تراجع سيكون من شأنه كبح جماح إسرائيل وبداية للمهاودة الإسرائيلية فيما يتعلق بالمفاوضات التي ترعاها مصر بين حماس وإسرائيل لوقف الحرب وحماية المدنيين.

 

وقال الخبير الإستراتيجي في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، إنه من الواضح أن أمريكا بدأت في التلويح باتخاذ اجراءات تؤكد عدم رضائها على ما أقدمت عليه إسرائيل من توسيع نطاق عملياتها ليشمل مناطق تمركز المدنيين الفلسطنيين بمنطقة رفح الفلسطينية، خاصة مع التطور الأخير باجتياح معبر كرم ابو سالم و السيطرة عليه من الجانب الفلسطيني مع الدخول والخروج السريع الذى نفذته بمحور فلادلفيا؛ حيث يعد ذلك خرقًا واضحًا لاتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل، الاتفاق الذى تم التوقيع عليه برعاية و ضمان أمريكى عام 1979".

 

وأضاف: "بالتالى فأمريكا ومؤسساتها لن تقبل بأن تكون الولايات المتحده موضع إنتقاد او إتهام من جانب مصر و العرب، مشيرًا إلى أن هذا الانتقاد قد يمتد لابعد من ذلك ويكون على المستوى الأممي بالأمم المتحده ومجلس الأمن.

 

واعتبر مطاوع أن الولايات المتحده ترى أن تعنت الجانب الإسرائيلي وعدم احترامه للمطالب المصرية ومخرجات المفاوضات الخاصة بوقف الحرب ومفاوضات "الرهائن" مع أى دعم أمريكى يتمثل فى دعم عمليات اجتياح لمناطق بمنطقة رفح الفلسطينية، يختلف عن اتهامه بدعم إسرائيل فى حربها ضد حماس بمناطق أخرى بقطاع غزة على مدار الثمانية شهور الماضية، وذلك لتكدس زمام رفح الفلسطينية باكثر من مليون فلسطيني يعيشون أسوأ ظروف معيشية.

 

الولايات المتحدة تعيد حساباتها إزاء إسرائيل

 

كما اعتبر أن الولايات المتحدة بدأت أيضًا إعادة النظر في حساباتها فى ظل التطورات الراهنة وما شهدته الأوساط الطلابية على مستوى الجامعات وتحليلات قياسات الرأي العام على وسائل التواصل الاجتماعى ومجاهرة العديد من الدول الغربية ودول أمريكا اللاتينية وتأثر حركة الملاحة فى البحر الاحمر بفعل التهديدات الحوثية للأساطيل والسفن التجارية الغربية الراغبة فى اختصار المسافه بالعبور من قناة السويس.

 

وتابع: "كما أن الوضع مرشح للتطور باثارة مصر لشكوى بمجلس الامن عن الخطأ الذى ارتكبته إسرائيل بالدخول والسيطرة على معبر كرم أبو سالم المتفق على التنسيق فيه مع مصر وفقًا لنصوص اتفاقية السلام مع مصر، فضلًا عن الدخول لمحور فلادلفيا والذى يعد خرقًا واضحًا للاتفاقية مع مصر ويستوجب إجراء أممى ضد إسرائيل، مرجحًا أن زيارة رئيس المخابرات الأمريكية للمنطقة خلال الأيام الماضية وزيارته لإسرائيل قد تناول هذا التطور باعتباره من المواقف التى تم الانذار منها وفقًا لتقديرات الموقف لكافة المؤسسات المصرية والتى من المرجح أن تكون مصر قد حذرت منها.

 

وفي ضوء كل ما سبق، رأى “مطاوع” قرار الولايات المتحده بتأجيل إرسال أسلحة والقنابل الثقيلة هو القرار الذى يمكن تناوله من جانبين؛ الاول إظهار تراجع الدعم الأمريكى لإسرائيل لتهدئة الرأى العام الجماهيرى والرسمى ضد الولايات المتحدة الأمريكية. 

 

أما الجانب الثاني، هو عدم رغبة الولايات المتحده فى توجيه أى إتهام لها بعدم القيام بدورها للحفاظ على مكتسبات إتفاقية السلام بين مصر و اسرائيل خاصة مع صفتها الموقعه برعاية هذا الاتفاق والعمل على حمايته من  وصيانتها من جانب أى اختراق من أطرافه.

 

وقال: "إن القرار الأمريكى وإن استمر وإن التزمت به الولايات المتحده دون أي تلاعب أو مراوغة أو تراجع سيكون من شانه كبح جماح إسرائيل واستكمال المفاوضات، خاصة أن مصر هى راعيها ومهندسها الأول بين حماس و اسرائيل . وهى فى الأساس لوقف الحرب وحماية المدنيين واستئناف المساعدات المتوقفة بفعل الحرب على المعابر الحدودية والتعنت الإسرائيلي من جانب، وإنهاء مشكلة المحتجزين مع العمل على ضمان عدم تطوير الصراع على المستوى الإقليمي بما يزيد من التوترات وتأثيراتها التى تتراوح حساسيتها لكل جانب طبقًا لاهدافه".

 

 

تهديد بايدن

وهدد الرئيس بايدن الأربعاء، بحجب شحنات الأسلحة عن إسرائيل إذا واصلت غزوها البري الكبير لرفح، معترفًا "إن المدنيين ماتوا نتيجة استخدام قنابل معينة".

 

وقال بايدن لـ"سي إن إن": "لقد أوضحت أنهم إذا ذهبوا إلى رفح فلن أقوم بتزويدهم بالأسلحة".

 

ودخلت إسرائيل إلى رفح يوم الثلاثاء بعدما أمرت بإجلاء 110 آلاف مدني فيها، وشنت غارات جوية على أهداف على أطراف المدينة، وأرسلت دبابات واستولت على معبر رفح الحدودي مع مصر. فيما وصفها البيت الأبيض بأنها عملية محدودة على ما يبدو.