رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تعزز ثقتهم بأنفسهم.. كيف تؤثر التربية الإيجابية على الصحة النفسية للأطفال؟

 التربية الإيجابية
التربية الإيجابية للأطفال

الكلمات التي نستخدمها لتوجيه أطفالنا لها تأثير قوي على صحتهم العقلية، وبالتالي في التربية الإيجابية، ينصب التركيز على استخدام التعليقات لتعزيز احترام الطفل لذاته، وبناء المرونة وتعزيز صحته العقلية.

إن ما نقوله للأطفال عن طريق الكلمات أو الإشارات غير اللفظية هو أمر تكويني في تطوير صورتهم الذاتية واحترامهم لذاتهم، ويصبح أساسًا لحديثهم الداخلي عن أنفسهم الذي يرثونه كبالغين أيضًا.

في مقابلة مع HT Lifestyle، صرح مارك سان، المعالج النفسي قائلًا: عندما تسلط ردود الأفعال الضوء على الجهد والتقدم الذي يفعله الوالدين مع الأبناء، فإنها تؤكد صحة التربية الإيجابية والاحتفال نمو الطفل، وكيفية بناء الثقة بداخله فمثلا بدلًا من قول "عمل جيد"، تكن الأم محددة وتقول له: "لقد أحببت طريقة استخدامك للألوان المختلفة في الرسم فهذا يعزز ثقته بنفسه وثقته باختياراته".

أهمية التعليقات الإيجابية للأطفال

وأكد أن التعليقات الإيجابية تجلب للأطفال متعة حقيقية في التعلم والإنجاز، وكشف قائلًا: "إن هذا يغذي حب التعلم والتحفيز الذاتي لدى الأطفال، وأكد على أهمية العمل الجاد الذي يقوم به الطفل، حيث يتعلم الأطفال كيفية تحديد مشاعرهم وإدارتها عندما يقدم الأباء تعليقات تعترف بمشاعرهم، وهذا ينمي الذكاء العاطفي لدى الأطفال".

وأضاف: عندما نحتفل بالجهود، فإن ذلك يساعد على زيادة المرونة لدى الطفل، إن الرد البسيط مثل: "أعلم أن الاختبار كان صعبًا، لكن يكفي  أنك حاولت، يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا، يتعلم الأطفال هنا أن الأخطاء هي نقطة انطلاق وليست نكسات، وهذا يبني العزيمة والقدرة على التعافي من النكسات".

تطوير العلاقة بين الأهل والأطفال

ومن خلال الاستفادة من خبرتها، أبرزت ساندي دياس أندرادي، المعالجة النفسية قائلة: إن العلاقة الواعية بين الأهل والأبناء يمكن أن تكون التربة المغذية لنمو الأطفال، عندما نكون قاسيين ومنتقدين وغير صبورين، فإن حديثهم الذاتي يترجم على أنه "أنا لست بخير" أو "أنا لست مثاليًا"، ولكي أكون مقبولًا ومحبوبًا يجب أن أكون بطريقة معينة أو "أنا لست كذلك"، جيد بما فيه الكفاية'."

واختتمت قائلة: عندما نشجعهم ونواسيهم ونرى بصدق جهودهم وصفاتهم التي لا تنعكس في كلماتنا فحسب، بل يرونها أيضًا في أعيننا، من خلال لمساتنا وفي كيفية تعاملنا معهم بطريقة ما، فإنهم يشعرون برؤيتهم الحقيقية لانفسهم، وهذا يبني راحة وثقة طبيعية في أنفسهم وفي التواجد مع الآخرين وفي العالم، فالأهل يعتبرو مرايا لروحهم الداخلية.