رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مدرب التمثيل محمد عبدالهادى: التعبير بالوجه يغنى عن 100 كلمة

مدرب التمثيل محمد
مدرب التمثيل محمد عبدالهادى

دعا المهرجان القومى للمسرح المصرى فى دورته الحالية الخامسة عشرة، برئاسة الفنان القدير يوسف إسماعيل، الدكتور محمد عبدالهادى، أحد أهم مدربى التمثيل فى مصر، لإقامة ورشة للتمثيل على مدار يومين، تحت عنوان: «كيف نحول آليات التمثيل إلى فن؟».

وقدم «عبدالهادى» نفسه إلى الوسط الفنى من خلال ورشته الدائمة، التى درس فيها أهم نجوم الفن فى مصر حاليًا، مثل بسمة ومى عزالدين وأحمد عز وأمير كرارة وأحمد مكى، وغيرهم الكثير، كما تولى نحت شخصيات «characterization» العديد من الأفلام المصرية المهمة، مثل «أرض الخوف» و«جنة الشياطين»، وحفر اسمه كواحد من أهم مدربى التمثيل السينمائى والتليفزيونى فى مصر.«الدستور» تجرى مع «عبدالهادى» هذا الحوار، للتعرف على منهجه عن قرب، وكيف سيقاربه من فن المسرح خلال تجربته مع المهرجان القومى للمسرح المصرى. 

 

■ بعد أن تقدم ٨٠٠ راغب فى المشاركة بالورشة التدريبية، قسمتم ١٠٠ من المقبولين على يومين هما زمن الورشة، بواقع٥٠ متدربًا لكل يوم.... على أى أساس تم الاختيار؟

- وضعنا عدة معايير للاختيار، على رأسها مراعاة التمثيل النسبى للنساء، لأن أى بنت تفكر فى أن تصبح ممثلة أو أن تمارس التمثيل كهواية، تواجه صعوبات أكبر من الولد، لذا تشجيعًا لها اخترنا نصف المتدربين من البنات. ثانى المعايير هى السن، وفضلنا ألا تزيد على ٢٥ سنة، والمعيار الثالث كان مراعاة التمثيل النسبى للأقاليم، فقد جعلنا للمشاركين منها أولوية، أما رابع معيار فكان الحالة الاجتماعية والاقتصادية للمتدرب، لأن الموهوب غير القادر على مصاريف الورشة هو الأحق بالفرصة التى يتيحها المهرجان بالمجان. 

■ هل هناك فرق فى المحتوى والمنهج بين ورشتك المدفوعة الأجر والتى تقدمها هنا؟ 

- بالطبع هناك فرق يعود إلى عدد ساعات التدريب المتاحة، فما أقدمه هناك لا أستطيع تقديمه هنا، لأن عدد الساعات قليل جدًا، والمنهج الذى أعمل عليه يحتاج إلى عدد ساعات لا يقل عن ١٥٠ ساعة تدريب، لكن ورشتنا هنا ٦ ساعات مكثفة فقط.

■ كيف إذًا اختزلت المحتوى ليستفيد المتدرب؟ 

- أكتفى هنا بوضعه على الطريق، ولقد حرصت فى الشق العملى على تعريف المتدرب على مجموعة من تدريبات الصوت والإلقاء ومخارج الحروف والخيال والتركيز والعمل على تنمية الذاكرة الانفعالية، ليمارسها بشكل يومى فيما بعد، فتتحقق الاستفادة. 

■ هل هناك شق عملى معتبر استطعت تطبيقه؟ 

- الشق العملى بمعناه الواسع لا يصلح مع الأعداد الكبيرة، ولقد كان التركيز على إعطاء نماذج من التمارين، ذلك لأن همى الأساسى هو وضعهم على الطريق لتنمو خبراتهم فيما بعد بتكرار الممارسة للتمارين. 

■ ما تقييمك للتجربة بشكل عام؟ هل من الممكن أن تعيد التعاون مع الدولة من خلال مهرجانات أخرى؟ 

- بالطبع سعيد بها جدًا، ومن الممكن أن أكررها مرات ومرات، وهذا واجبى تجاه بلدى فى هذا الجزء اليسير الذى أملكه.

■ كم يبلغ العدد الأمثل للمتدربين فى مثل تلك الورش؟

- فى هذا النوع من الورش المتخصصة فى بناء الشخصية الدرامية، من المفترض ألا يزيد العدد على ١٢ متدربًا، وألا تقل عدد الساعات عن ١٥٠ ساعة.

■ من واقع خبرتك.. كيف تحكم على متدرب بأن لديه استعدادًا للتطور وآخر لا يملك ذلك؟ 

- هذا سؤال شائك، ذلك لأن التمثيل مهارة أدائية ومثله مثل أى مهارة من نوعه، هناك فروق فردية بين الناس، فمثلًا السباحة، يبدأ المتدرب ومعه آخرون، يتقدم أحدهم ويتأخر آخر، لماذا؟ لأن المهارات الأدائية يتم اكتسابها بأشكال مختلفة، فمثلًا هناك من يكتسب المهارة بتدرج ثابت ١،٢،٣،٤ وهكذا، وهناك من يكتسبها بشكل متعرج هابط صاعد خطوة للأمام واثنتين للخلف، ثم أربعًا للأمام وهكذا، وهناك من يتطور بالتخزين، يعنى كنمط المثال السابق ١،٢ ويثبت لفترة طويلة ثم يقفز لـ٥ أو ٦ مرة واحدة، وهذا يتطلب وعيًا من المدرب بأشكال التطور المختلفة. 

■ العنوان الفرعى للورشة «كيف نحول آليات التمثيل إلى فن» ما المقصود بذلك؟ 

- التمثيل مهنة صعبة وهناك فرق بين آليات التمثيل وفن التمثيل، حيث إننا فى الحياة نلعب أدوارًا وشخصيات مختلفة، وهذا ما يسمى بآليات التمثيل، وكان عنوان الورشة هو «كيف نحول آليات التمثيل إلى فن؟» وأى شىء فى الدنيا يتحول إلى فن عندما تكون هناك قواعد وكذلك التمثيل فهو فن قائم على التكنيك «الحرفية» والحرفة هى أن يعرف الإنسان ما يمتلكه من أدوات فى المجال، والممثل لديه رؤية متعلقة بالشخصية الدرامية.

■ بعد كل تلك السنوات.. ما تعريف التمثيل فى رأيك؟ وهل هو مهارة سهلة الاكتساب؟

- التمثيل فن صعب لأن أدواته هى الممثل نفسه وأداة الممثل، هى جسده وصوته، وهو ما يطلق عليه القانون الذاتى، فإن كل ممثل لديه مفاتيحه الخاصة وعليه أن يبحث عنها ويوظفها، فالتعبير بالوجه يغنى عن ١٠٠ كلمة.

■ هل يمكن أن تشرح للقارئ كيفية تنمية الصوت من خلال التمارين على مخارج الألفاظ؟

- لأن كلامنا فى الحياة يختلف عن كلامنا فى التمثيل، لذا أدرب المشتركين على الحروف الأبجدية حتى تكون مخارج الألفاظ لديهم قوية، وأنصحهم أيضًا بأن يتمرنوا على الحفظ.

ومن الأشياء المهمة التلوين الصوتى، لأننا لا نتعامل فى التمثيل مع المعنى الحرفى للجملة، فهذا الأداء هو من أسوأ أنواع التمثيل، فالتمثيل متعلق بما وراء الكلام وهو هدف الشخص من الكلام، ومن المهم جدًا التمرين على التلوين الصوتى وما يتعلق بقواعد الإلقاء، وهو استخدام طبقات الصوت وأن نتنفس بشكل صحيح، فإن أساس التمثيل هو الإلقاء. إن التمثيل لا يُعلم فقط لكن أيضًا ينمو بالممارسة والخبرة.

■ ما الذى يميز فنانًا ويرفعه للسماء ويجعل أعماله تحيا طويلًا؟

- الصدق الفنى.

■ لماذا يحتاج الموهوب إلى ورش؟

- ولماذا يحتاج لاعب كرة القدم للتمرين؟ كلاهما فى رأيى سواء. كما أن من أراد الاحتراف عليه تنمية مهاراته والتدريب باستمرار، خاصة أن معظم المخرجين إما ليست لديه القدرة، أو ليست لديه الرغبة فى توجيه الممثل.