رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مهمة إنسانية حتى النفس الأخير.. حكاية بطولية لمُسعف فلسطينى تحت نيران القصف شمال غزة (صورة)

جريدة الدستور

طائرات تُطلق الصواريخ على الآمنين.. انفجارات وشظايا ونيران.. يهرع فرارًا من تبقى على قيد الحياة، لكن آخرون يهرعون إلى اللهب لمحاولة إنقاذ روح ممن سقطوا مصابين من صف الاحتلال.. كان أسامة تايه، المتطوع مع فريق الهلال الأحمر الفلسطيني، من هؤلاء الذين ظلوا حتى النفس الأخير في شمال قطاع غزة.

في شمال قطاع غزة كان أسامة، صاحب الـ37 عامًا، يعمل إلى جوار رفاقه من متطوعي جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لمحاولة إنقاذ ما يُمكن إنقاذه بعد العدوان على قطاع غزة.. غادر الكثيرون شمال القطاع، لكن "أسامة" رفض أن يترك من خلفه الأرواح التي تُصارع للنجاة.. أخذ الرجل عهدًا على نفسه أن يؤدي الأمانة التي تحملها حتى النهاية.. أو المُنتهى.

57 يومًا تخللتها تهدئة قصيرة، كان المُسعف الفلسطيني غارقًا بدماء من يحملهم كل يوم.. مجازر كبيرة تُرتكب.. شهداء ومصابون.. جثث وأشلاء.. مشاهد مروعة، وأحزان على بني الوطن أجهدت الروح قبل الجسد، لكن الاستسلام لم يكن حاضرًا في بال الرجل، فنداء الإنسانية والوطن كان عاليًا فوق كل اعتبار.

"رفض أسامة مغادرة شمال غزة  إلى جنوبه، وأصرَ على مواصلة تقديم خدمات الرعاية الصحية الطارئة للمواطنين الذين يعانون من ويلات القصف".. قالت عنه "الهلال الأحمر الفلسطيني" عبر صفحتها الرسمية، مؤكدة أن بطل الإسعاف الفلسطيني ظل هكذا حتى أن اُستشهد فجر اليوم جراء قصف الاحتلال منزله في منطقة الفالوجة، ليلفظ أنفاسه الأخيرة، وإلى جواره زميله محمد أبوركبة، مُصابًا في القصف.

حكاية المسعف البطل هى واحدة من أكثر من 22 ألف حكاية لشهداء ومفقودين فلسطينيين غيبهم قصف الاحتلال الإسرائيلي على المناطق المدنية في قطاع غزة منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر الماضي، وإلى جوارهم أكثر من 40 ألف مصاب فقد كثير منهم أطرافًا أو أصبحوا عاجزين عن الحركة بعد أن طالتهم نيران العدو.