رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لماذا سميت اللغة المصرية القديمة بـ"القبطية" ؟

اللغة المصرية القديمة
اللغة المصرية القديمة

ما زالت اللغة المصرية القديمة، محل دراسة وفهم من قبل العلماء والباحثين، حيث إنها تمثل سرًا مصريًا خالصًا، من أسرار مصر القديمة، ومع محاولة شمبليون الناجحة، استطاع الكشف عن أسرارها وفك رموز الهيروغليفية سنة ١٨٢٢.. ويبقى التساؤل الذي يدور بأذهان الكثير من المصريين: لماذا أُطلق على اللغة المصرية القديمة اللغة القبطية؟

ويجيب عن هذا التساؤل عالم الآثار والمصريات، الدكتور سليم حسن، في الجزء الأول من موسوعة مصر القديمة.

لماذا أُطلق على اللغة المصرية القديمة اللغة القبطية؟

قال الدكتور سليم حسن، في كتابه، إن اللغة المصرية القديمة وهي لغة القوم لم تمح من البلاد عندما فك شمبليون رموز حجر رشيد، بل بقيت في شكل آخر هو اللغة القبطية.

ولفت سليم حسن إلى أن اللغة "الهيروغليفية" منذ فتح الإسكندر الأكبر لمصر أخذت تُكتب علاوة على كتابتها بالإشارات المصرية بحروف إغريقية بعد إضافة سبعة حروف ديموطيقية، لم يكن لها مثيل في اللغة اليونانية، ومنذ ذلك العهد صار يطلق على اللغة المصرية القديمة اللغة القبطية، أي المصرية.

عالم الآثار والمصريات الدكتور سليم حسن

متى اختفت الكتابة الهيروغليفية نهائيًا من البلاد؟

ومع مرور الوقت، أصبح هناك 3 أشكال للكتابات المتداولة في البلاد إلى أواخر عهد الرومان في مصر، وهي الكتابة الهيروغليفية؛ أي الكتابة التقليدية للبلاد، ثم الكتابة الإغريقية، ثم الكتابة القبطية.

وأكد سليم حسن أنه اختفت الكتابة الهيروغليفية في أواخر القرن الرابع الميلاد باختفاء الوثنية من البلاد، ولم تعد كتابة القوم، أما اللغة الإغريقية فقضي على تداولها بعد الفتح العربي مباشرة، بينما بقيت الكتابة القبطية لغة القوم في بعض أماكن في الوجه القبلي في الصلوات والعبادات والمدارس إلى أواخر القرن السابع عشر، ثم انحصرت بعد ذلك في الصلوات الدينية المحضة إلى يومنا هذا.

موسوعة مصر القديمة

نوعان من الكتابة عرفهما المصريون قديمًا

ذكر «كليمنت» الإسكندري الذي عاش في أواخر القرن الثاني الميلادي، أنه رأي بعض القوم يتكلمون اللغة المصرية ويكتبونها بالهيروغليفية، وقد أخبرنا «هيرودوت» ومن بعده «ديودور» أنه يوجد في مصر نوعان من الكتابة: أحدهما الكتابة المقدسة ولا يعرفها إلا الكهنة، والثاني الديموطيقية؛ أي لغة عامة الناس، ولكن تفسير هذه الكتابات بقي سرًّا غامضًا إلى أن كشف صدفة أحد جنود «نابليون» حجر رشيد عام ١٧٩٩، وذلك أن الحملة الفرنسية التي قادها «نابليون» إلى وادي النيل لم يكن غرضها الوحيد الاحتلال العسكري، بل كان كذلك لبحوث علمية عن المدينة المصرية.

 ولذلك جاءت معه طائفة من أهل العلم، وقد ساعدهم الحظ بأن كشف صدفة أحد ضباط المدفعية المسمى «بوشار» في أغسطس ١٧٩٩ أثناء الحفر في قلعة رشيد، قطعة من حجر البازلت منقوشة بثلاث كتابات مختلفة، كانت ثالثتها وهي السفلية بالنسبة للحجر مكتوبة باللغة الإغريقية، وعبارة الكتابة عبارة عن مرسوم ملكي أصدره بطليموس الخامس عام ١٩٦ق.م وقد ذكر في النص الإغريقي أنه نفس المتن المكتوب بالكتابتين الأخريين وهما الهيروغليفية «الكتابة المقدسة» والديموطيقية «كتاب الشعب».