رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كعكة الـ12 مليار يورو.. خطة شاملة لجذب أكبر عائد ممكن من «سياحة اليخوت»

سياحة اليخوت
سياحة اليخوت

تعتبر سياحة اليخوت واحدة من الأنماط السياحية الأعلى دخلًا وإنفاقًا، فى ظل أن أصحاب اليخوت من أثرياء العالم، حتى أُطلق على هذا النمط «سياحة الأثرياء»، ما دفع وزارتى «السياحة والآثار» و«النقل» إلى العمل لوضع مصر على خريطة هذا النمط على مستوى العالم.

ويتركز نصف سياحة اليخوت حول العالم فى البحر الأبيض المتوسط، الذى يزيد عدد اليخوت به على ٣٠ ألف يخت سياحى سنويًا، ما تترتب عليه عوائد كبيرة وفعالة لجميع الدول التى تسعى إلى تعزيز وجذب هذا النوع من السياحة.

وعلى المستوى العالمى، يبلغ حجم سياحة اليخوت ١٢ مليار يورو، دون احتساب قيمة ما ينفقه سياح هذا النمط على البر، وفقًا لما كشفه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء.

«الدستور» ترصد فى السطور التالية إلى أين وصلت سياحة اليخوت فى مصر؟، وأبرز الجهود الحكومية المبذولة لتعظيم هذا النمط، والحصول من خلاله على أكبر عوائد ممكنة.

التسويق السياحى فى الخارج نجح فى جذب اليخوت الفائقة

قال الدكتور خالد شريف، مستشار وزير السياحة والآثار للتحول الرقمى، المشرف على ملف سياحة اليخوت، إن الوزارة تعمل حاليًا على تسويق سياحة اليخوت فى مصر بالخارج، ونجحت بالفعل فى جذب الكثير من اليخوت الفائقة، مشيرًا إلى أن الاستراتيجية الحالية تتركز على اليخوت الفائقة، لأنها تدر عوائد كبيرة، مع الترحيب أيضًا باليخوت الصغيرة.

ونبه «شريف» إلى تنظيم النسخة الأولى من الملتقى الترويجى لمصر كمقصد لسياحة اليخوت، الذى شاركت فيه مجموعة من الخبراء الدوليين فى سياحة اليخوت الفائقة، والأنشطة المرتبطة بها، بالإضافة إلى عدد من قائدى اليخوت، وممثلين عن شركات تأجير اليخوت، وخبراء إنشاء وتشغيل المارينا المخصصة لليخوت، وكتّاب متخصصين فى هذا المجال.

وأضاف أنه تم تنظيم زيارات تعريفية للمشاركين فى هذا الملتقى إلى كل من القاهرة والجيزة والإسكندرية، والعين السخنة والغردقة وشرم الشيخ والأقصر وأسوان، لتعريفهم بالمنتجات السياحية فى مصر، والمقومات التى تجعل منها مقصدًا لسياحة التنقل باليخوت.

وواصل: «عرضنا خلال الملتقى إجراءات دخول السائح القادم بواسطة اليخت، وإبحار وخروج اليخوت، وآليات تسهيل الإجراءات المتعلقة بهذه الأمور، التى من بينها (النافذة الواحدة لسياحة اليخوت المصرية)، التى أطلقتها وزارة النقل، وتضم جميع الجهات المعنية، بغرض تبسيط الإجراءات والحصول على الموافقات المطلوبة لدخول اليخوت»، مؤكدًا وجود تعاون من قطاع النقل البحرى، لتذليل أى عقبات أو مشاكل تواجه دخول اليخوت.

ونوه إلى مشاركة مصر فى المعارض الدولية لسياحة اليخوت، لعرض المقومات السياحية المصرية، وإجراءات النهوض بهذا النمط السياحى، بجانب التعرف على أفكار المنافسين، بالتزامن مع تنظيم حملة ترويجية لسياحة اليخوت فى مصر للخارج، من خلال أكبر مجلات اليخوت الفائقة، مضيفًا: «نُشر عدد خاص عن مصر فى هذه المجلة، جرى توزيعه فى أشهر ملتقيات اليخوت الفائقة حول العالم».

وتابع: «كما تم تنفيذ حملة دعائية عن (النافذة الواحدة لسياحة اليخوت المصرية)، التى أطلقها قطاع النقل البحرى بوزارة النقل، وتُمثل فيها جميع الجهات المعنية، بغرض تبسيط الإجراءات، والحصول على الموافقات الأمنية، مع التعريف بكيفية التعامل مع هذه البوابة الإلكترونية، فضلًا عن التخطيط للمشاركة فى العديد من الفعاليات الدولية عن سياحة اليخوت فى إيطاليا وفرنسا ودول أخرى».

وأشار مستشار وزير السياحة والآثار إلى الاستعانة بخبير من الخارج فى سياحة اليخوت، الذى أجرى بدوره تقييمًا للمشاكل التى تواجه النهوض بهذا النمط الثرى، عُرض على وزارة النقل، ويجرى حاليًا العمل على حل هذه المعوقات، علاوة على تنظيم ورش عمل منفصلة، لدراسة سبل التعاون فى مجال سياحة التنقل باليخوت، والاستفادة من خبرة جمهورية مالطا على وجه التحديد، لريادتها فى هذا النمط السياحى بالبحر الأبيض المتوسط.

واختتم بقوله: «هناك اهتمام كبير من قِبل الدولة بالنهوض بسياحة التنقل باليخوت، وهو الاهتمام الذى بدأنا فى حصاد ثماره بالفعل، بعد وصول عدد من اليخوت الفائقة من عدة دول حول العالم، على رأسها فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة».

كود موحد لإنشاء وتشغيل الموانئ.. ومد صلاحية التأشيرة

فى إطار تسهيل الإجراءات، أوضحت وزارة النقل أنه تم وضع رابط بموقع النافذة الرقمية الواحدة لليخوت الأجنبية للمواقع الرسمية لكل من إدارة الجوازات والهجرة والجنسية، للحصول على تأشيرة إلكترونية لدخول الركاب الموجودين على متن اليخت، وكذلك للموقع الرسمى لهيئة قناة السويس، لإتمام إجراءات عبور اليخت الأجنبى المجرى الملاحى الدولى «قناة السويس»، إذا كان ضمن برنامج الرحلة لليخت، وطبقًا لموقع المغادرة وموقع الوصول. وأشارت إلى أنه تم إصدار كود موحد لإنشاء وتشغيل المراين والموانئ بجمهورية مصر العربية، ليكون دليلًا لجميع المتعاملين، يتضمن مواصفات الأرصفة والطاقات الاستيعابية والخدمات المقدمة، وقنوات الاتصال بالموانئ والمراين المصرية المقامة حاليًا، مع بيان بالإجراءات والموافقات الواجب اتخاذها لإنشاء مارينا دولية، لاستقبال اليخوت الأجنبية مباشرة، أو إنشاء مارينا محلية. ولفتت إلى أن الكود يتضمن أيضًا إدراج الجهات المعنية ومهامها ومتطلباتها من إنشاءات وأجهزة ومعدات، التى يلزم توافرها بالموانئ والمراين الدولية، لإنهاء إجراءات اليخوت الأجنبية القادمة إلى مصر، مع شرح لجميع واجهات النافذة الرقمية الواحدة لليخوت الأجنبية وكيفية التعامل معها، وإدراج جميع القوانين والقرارات واللوائح التنفيذية المنظمة لإنشاء وتشغيل وإدارة الموانئ والمراين السياحية. وذكرت أنه، وفى ذلك الإطار، أصدر الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس مجلس الوزراء، توجيهاته، فى مايو ٢٠٢٣، لاتخاذ اللازم حيال مد فترة صلاحية التأشيرة السياحية لمرتادى اليخوت الأجنبية، لتكون ٣ أشهر بدلًا من ٣٠ يومًا، للتعامل مع ما قد يواجهه مرتادو اليخوت الأجنبية من تقلبات للعوامل الطبيعية أو مواقف طارئة، سواء كانت تتعلق بالأحوال الجوية أو الأعطال التى تمنع اليخت من المغادرة، أو غير ذلك من الأمور.

المشاركة فى المعارض الخاصة على مستوى العالم

كشف الدكتور حسام هزاع، الخبير السياحى، عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية، عن أن مصر من أولى دول العالم المالكة لليخوت، مشيرًا إلى أن يخت «المحروسة» من أقدم اليخوت فى العالم، ويمتد عمره إلى أكثر من نصف قرن، بعد بنائه عام ١٨٦٤، بأمر من الخديو إسماعيل، للمشاركة فى احتفالات افتتاح قناة السويس، بجانب امتلاك مصر قرابة ٢٣ مارينا يخوت منتشرة فى عدة محافظات.

وأضاف «هزاع» أن الدولة سهلت العديد من الإجراءات لاستقبال اليخوت، على رأسها مد فترة إقامة اليخوت من شهر إلى ٣ أشهر، بالإضافة إلى السماح بالدخول من مارينا والخروج من أخرى، علاوة على إقرار التعريفة الموحدة.

وشدد الخبير السياحى على أن مصر لديها العديد من المقومات السياحية التى تجذب أصحاب اليخوت، مشيرًا إلى ضرورة التسويق الجيد لهذا النمط، والمشاركة فى المعارض الخاصة به على مستوى العالم، خاصة أن أصحاب اليخوت الفائقة من أثرياء العالم، وينفقون ٥ أضعاف السائح الطبيعى فى الليلة الواحدة.

جهة واحدة للتعامل مع السائح ومنح الموافقات خلال 30 دقيقة

أعلن رضا إسماعيل، رئيس قطاع النقل البحرى، عن إنشاء موقع إلكترونى ونافذة رقمية يستطيع من خلالها مالك اليخت، أو من ينوب عنه، إدخال بيانات اليخت والركاب ورفع المستندات والوثائق المطلوبة، وميعاد الوصول والميناء المطلوب الرسو فيه، وبرنامج الرحلة بالكامل، مثلما يتم فى الدول الرائدة فى هذا المجال. وأوضح أن «النافذة» تترجم إلى ثلاث لغات، الإيطالية والفرنسية والإسبانية، وتقوم بالتنسيق مع ١٣ جهة، كان يتم التعامل معها من قِبل السائح الأجنبى فى الماضى، ما كان يستغرق وقتًا طويلًا، ولكن اليوم أصبح إصدار الموافقة الواحدة على برنامج زيارة اليخوت السياحية يتم عن طريق تلك النافذة الرقمية الواحدة لليخوت الأجنبية، فى وقت يستغرق ٣٠ دقيقة فقط بدلًا من فترة تتراوح بين ١٥ و٣٠ يومًا سابقًا». وأشار إلى أن مصر لديها موقع جغرافى متميز، ومقومات تفوق دولًا كثيرة، ويكفى أن لديها قناة السويس، التى تعد قبلة الملاحة البحرية، بالإضافة إلى الموانئ السياحية الجاذبة للسياح والاستثمارات العالمية، الأمر الذى يسمح بتعظيم موارد الدولة.

وبين أن الرئيس وجه بإصدار فاتورة واحدة لليخت الأجنبى، يتم تحصيلها إلكترونيًا من خلال النافذة بالدولار الأمريكى.