رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معًا من أجل عالم عمل آمن وخالٍ من العنف والتحرش

فى الأسبوع الماضى شاركت فى ورشة عمل أقامها ائتلاف من أجل كرامة وحقوق المرأة، بالتعاون مع مركز تضامن، وذلك فى 22- 23 أبريل 2024، فى إسطنبول بتركيا، من أجل مناقشة تصديق الدول على الاتفاقية 190 الصادرة فى يونيو 2019 من منظمة العمل الدولية، بشأن مناهضة العنف فى عالم العمل ومن أجل عمل آمن ولائق وأجر عادل والمساواة بين الرجل والمرأة فى سوق العمل.

أقيمت الورشة بحضور عضوات الائتلاف من معظم الدول العربية "المغرب ومصر والأردن والعراق والسودان وفلسطين والجزائر وتونس والبحرين وموريتانيا" بجانب الولايات المتحدة الأمريكية وجورجيا وكينيا.
فى اليوم الأول، الإثنين 22 أبريل 2024، كانت هناك عدة جلسات، وبالطبع كانت الجلسة الأولى عن "تسليط الضوء على الأوضاع فى فلسطين والسودان"، بحضور السيدة المفكرة والسياسية نعمات كوكو من السودان، والسيدة فردوس إبراهيم الخواجا من قرية نعلين قضاء رام الله بالضفة الغربية من فلسطين، وهى رئيس النقابة الوطنية لرياض الأطفال والمدارس، وناشطة مجتمعية، وأدارت الحوار الدكتورة كريمة الحفناوى، عضو الجبهة الوطنية لنساء مصر وعضو الحزب الاشراكى المصرى.

كانت الجلسة بمثابة تظاهرة سياسية لدعم نساء فلسطين والسودان من أهوال العدوان الصهيونى على الشعب الفلسطينى، وتداعيات الحرب بين طرفى الصراع فى السودان على النساء وعلى كل الشعب السودانى الذى يعيش نصفه فى مجاعة الآن. وانتهت الجلسة بمطالب منها الوقف الفورى للعدوان الصهيونى على الشعب الفلسطينى، ودخول المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط، ورفض الإبادة الجماعية والتطهير العرقى والتهجير القسرى، ومحاكمة مجرمى الحرب الصهاينة على جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التى ارتكبوها بحق الشعب الفلسطينى.
وبالنسبة للسودان، طالب الحضور بوقف فورى للحرب والحفاظ على وحدة السودان، أرضا وشعبا ودولة، وإرسال المساعدات الإنسانية للسودان، ومحاكمة كل من ارتكب جرائم التدمير والنهب والقتل واغتصاب النساء.

وكانت الجلسة الثانية حول تقييم عمل الائتلاف وتطويره، والاستفادة من تجارب وخبرات المنظمات النسائية من كافة البلدان. وقد تناولت الجلسة الثالثة الحديث حول "نظرة عالمية على التصديق على الاتفاقية 190 وتأثيرها، وتحديد أولويات الائتلاف للفترة 2024- 2026. 

وفى اليوم الثانى، الثلاثاء 23 أبريل 2024، دار النقاش فى الجلسة الأولى، التى أدارتها الأستاذة عبلة مسروجة، حول "التأمل فيما تم عمله" بالنسبة لليوم الأول 22 أبريل 2024، وأجمعت الحاضرات على سعادتهن للقاء الأمس، والاستفادة من تجارب وخبرات كل الزميلات من البلدان المختلفة، سواء فى إدارة الجلسات أو المقترحات والأفكار المقدمة، وأشدن بحضور ممثلتين عن دولتى كينيا وجورجيا، اللتين قدمتا عرضا وافيا لوضع النساء فى كلتا البلدين، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن معاناة النساء تكاد تكون متطابقة فى كافة بلدان العالم.

وفى الجلسة الثانية، التى أدارتها الأستاذة النائبة زهرة محسن، والأستاذة ثريا لحرش، تم تقسيم المشاركات إلى مجموعتين للنقاش والإجابة حول ثلاثة موضوعات:

الأول: أهم القضايا المؤرقة فى عملنا.

والثانى: العوائق التى يمكن أن نواجهها.

والثالث: كيف يمكن أن نطور العلاقة بين الائتلاف والمنظمات التى ننتمى إليها؟.

انقسم الحضور إلى مجموعتين للنقاش والإجابة عن الأسئلة الثلاثة، وانتهت المجموعتان إلى عدد من النقاط المشتركة.
أولًا، بالنسبة لأهم القضايا المؤرقة فى عملنا تم الاتفاق على عدة قضايا: دراسة عن وضع المرأة فى التشريعات الحالية.

ومطالبة الحكومات فى الدول بالتوقيع على الاتفاقية 190 الصادرة من منظمة العمل الدولية والخاصة بـ"مناهضة العنف والتحرش فى عالم العمل".

دراسة مقارنة عن وضع المرأة فى الدول العربية.. 

ثانيًا، بالنسبة لأهم العوائق التى يمكن أن نواجهها:

عدم توافر مصادر التمويل.
ممانعة أصحاب العمل والحكومات للمصادقة على الاتفاقية.

عدم تجاوب الحكومات وعدم توافر الإرادة السياسية لإنصاف المرأة.

الثقافة المجتمعية المعادية للمرأة والتى تنظر لها نظرة دونية.

التمييز ضد المرأة فى سوق العمل، ما يؤدى لعدم تمكين المرأة اقتصاديا وزيادة البطالة والفقر.

ثالثًا، بالنسبة لتطوير العلاقة بين الائتلاف والمنظمات التى ننتمى إليها:

التعريف بالائتلاف وبرنامجه مع بقية الشركاء.

التشبيك بين الائتلاف ومنظمات المجتمع المدنى من جمعيات أهلية ونقابات ومنظمات حقوقية. والعمل من خلال حملات مشتركة خاصة بحقوق المرأة بين الائتلاف ومنظمات المجتمع المدنى.

رفع الوعى داخل المنظمات بخصوص التشريعات والاتفاقيات التى تناصر المرأة.

رفع الوعى المجتمعى القائم على المساواة وعدم التمييز والمواطنة.

الاهتمام بتوسيع عضوية الائتلاف.

تطوير العمل من خلال وسائل التواصل الاجتماعى عن طريق الهشتاج والفيديوهات القصيرة، بجانب إصدار البيانات والكتابة فى الصحف والمواقع الإلكترونية.

أما الجلسة الثالثة، التى أدارتها الأستاذة عبلة مسروجة، فدار الحوار عن التحالفات من أجل التغلب على التحديات المحتملة التى تقابلنا فى عملنا.

وفى هذه الجلسة انقسمت المجموعة إلى عدة مجموعات ناقشت من خلالها كيفية اختيار الحلفاء، وتحديد المحايدين لجذبهم للتعاون معنا، مع تحديد الخصوم، بجانب معرفة النفوذ والقدرة على التأثير لكل الأطراف، وذلك بجانب التعامل مع الجهات الحكومية لأنها بيدها السلطة التنفيذية.

وفى الجلسة الرابعة دار الحديث عن المهمات التى سنعمل عليها حاليا، ومنها المناسبات الخاصة بيوم المرأة العالمى، واليوم العالمى لمناهضة الفقر، واليوم العالمى للعمال، واليوم العالمى لمناهضة العنف ضد المرأة، هذا بجانب استمرار الدعم والمساندة للشعب الفلسطينى ولنساء فلسطين ونساء السودان، والمطالبة بالوقف الفورى للعدوان الوحشى الصهيونى على الشعب الفلسطينى، والمطالبة بالوقف الفورى للحرب الدائرة فى السودان.

وبالنسبة لشهر مايو سيكون أمامنا مهمتان: الاحتفال باليوم العالمى للعمال فى الأول من مايو، وإحياء ذكرى النكبة فى الخامس عشر من مايو.