دعوات تجاه اللحوم والدواجن.. هل تؤتي مقاطعة الأسماك نتائج إيجابية؟

نحو10 أيام مرت على انطلاق حملة لمقاطعة الأسماك في مصر من محافظة بورسعيد انطلاقًا إلى باقي المحافظات، وظهرت ثمارها في الانخفاض المتتالي بأسعار الأسماك داخل الأسواق تحت عنوان "خليها تعفن" والتي بات لها رواج بين المصريين من أجل مواجهة تضخم الأسعار.
وبسبب نجاح الحملة ومساهمتها في خفض الأسعار خلال الأيام الماضية، بدأت تظهر دعوات لمقاطعة اللحوم والدواجن حتى تشهد هي الأخرى انخفاضًا في الأسعار تماشيًا مع انخفاض أسعار الأسماك.

نجاح الحملة

واتساقًا مع ذلك، قال مؤسس حملة مقاطعة الأسماك في بورسعيد محمد غريب، إن حملة المقاطعة حققت نجاحًا ملحوظًا في انخفاض الأسعار، مؤكدًا أنه بعد مرور أسبوع سيتم تخفيض أسعار الأسماك من 30 إلى 35%، بعد أن سجل انخفاضات أمس وصلت إلى 10%.

وأضاف في مداخلة هاتفية له: "الحاضرون في الاجتماع اتفقوا على اتخاذ إجراءات فورية لمعالجة الأزمة، حيث تم الاتفاق على تخفيض أسعار الأسماك بنسبة 10% اعتبارًا من اليوم، على أن يشهد الأسبوع القادم مزيدًا من التخفيض بنسبة تصل إلى 30%".

فهل للمقاطعة الاقتصادية للسلع الغذائية ذات الأسعار المرتفعة فائدة إيجابية؟ وهل يمكن أن تنطلق إلى باقي السلع وما فائدتها؟. "الدستور" أجابت على تلك الأسئلة من خلال خبراء الاقتصاد.

الملاح: "المقاطعة سبب في انخفاض الأسعار"

الدكتورة هدى الملاح، مدير عام المركز الدولي للاستشارات الاقتصادية ودراسات الجدوى الاقتصادية، تقول إن المقاطعة هي الامتناع الاختياري عن شراء السلع أو امتناع اختياري عن تقديم خدمة تجاه مواطن أو شركة أو سوق.

وتضيف لـ"الدستور": "حاليًا فيه مقاطعة عن الأسماك يعني المواطنين باختيارهم قرروا مقاطعة شراء هذه السلعة وهذا أمر جيد، بسبب ارتفاع الأسعار بشكل مبالغ فيه مؤخرًا واستغلال التجارة للأزمة الاقتصادية".
توضح: "فائدة المقاطعة تظهر في أن سعر السلع يزيد حين يقل المعروض ويزيد الطلب فيتم رفع الأسعار، ولكن إذا كان المعروض من أي سلعة متوفر والطلب عليه قليل تنخفض أسعاره وهو ما يحدث في السمك الآن".
وتستطرد: "لما نعمل مقاطعة عن شراء السمك داخل مقاطعة الأسماك سيقل الطلب عليه ويزداد المعروض منه بسبب وفرته وبالتالي ينخفض سعره، لأن التجار بدل ما يتركوا السمك يفسد ويخسروا هيقللوا السعر استجابة إلى مقاطعة الأسماك".
وأتت المبادرة ثمارها في بعض المحافظات على رأسها بورسعيد التي انطلقت منها حملة المقاطعة الإيجابية الشعبية للأسماك، وأعلنت الغرف التجارية في بورسعيد أن حملات المقاطعة أثمرت عن تراجع أسعار الأسماك بنسبة تتراوح من 50- 70%.

خبيرة اقتصادية: "التاجر مجبور على خفض الأسعار"

وتقول: "لما تكون محافظة بأكملها زي بورسعيد ولا إسكندرية وهم أساس توريد السمك إلى القاهرة وباقي المحافظات تدخل في مقاطعة الأسماك سيعود الأمر على باقي المحافظات بشكل إيجابي، وهيتم التوريد لكل المحافظات بسعر منخفض وهو ما حدث خلال الأيام الماضية من بداية حملة مقاطعة الأسماك".
تضيف: "في هذه الحالة يصبح للمقاطعة دور إيجابي سواء تجاه الأسماك أو أي سلعة أخر قاطعها المصريين باختيارهم، التجار سيكون أمامهم أما تخزين السمك في الثلاجات كي لا يفسد واستهلاك كهرباء وبهذا يخسر التاجر".
وتتابع: "لأنه هيخزن كميات كبيرة من الأسماك تحتاج كهرباء وكلما زاد كمية التخزين من السمك زاد التكلفة، بالتالي التاجر بدلًا من الخسارة أو المصير المجهول للسمك، سيضطر إلى بيعه بسعر منخفض وبالتالي يصبح للمقاطعة دور إيجابي في خفض أسعار السمك".
وتختتم: "وبالفعل بدأت تظهر إيجابيات المقاطعة لأن الشعب دعمها وبعض الجميعات ونتوقع انخفاض مقبل في الأسعار، لا سيما مع مبادرة رئيس الوزراء مصطفى مدبولي برعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي بخفض الأسعار لأن الفترة الماضية كان هناك تضخم ومضاربة في الأسعار بسبب التجار لكن مع جهود الدولة سيحدث توازن وضبط في الأسواق".