رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أمل فوزى تكتب: من الذي لا يحب سناء؟

الكاتبة الصحفية أمل
الكاتبة الصحفية أمل فوزي

هل تكفي مقالة واحدة للكتابة عن الأستاذة، لقد كتبت عنها العديد من المقالات مع ذلك لا أشعر أنني قد كفيت آو أوفيتها حقها، فمهما كتبت أجد أنه لا يزال لدىَّ المزيد لأرويه عنها.

هل أتحدث عن إبداعها؟ ذاك النهر الذي لا يزال يجري وينهل منه كل مَن يعمل بجانبها، أم أصف حنانها وإنسانيتها التي يلمسها مَن افتقد أمه مثلي وهو في مقتبل عمره ووجد في حضنها الدافئ الحنان والأمان، هل أتحدث عن تواضعها وحرصها الدائم البحث عن المعلومات التي تريدها بنفسها وسط عشرات الملفات التي كان قسم المعلومات بالأهرام يمدها بها ودأبها المستمر للوصول لما تريد حتى لو اقتضى الأمر إرسال “عزت” الذي يعمل في مكتبها ليفتش لها في المكتبات القديمة وحتى سور الأزبكية، عن عنوان كتاب تريد أن تتحرّى من خلاله عن عبارة أو معلومة بعينها.

كاتب لبناني عن سناء البيسي: ليست أقل شأنًا من الذين تتلمذت على يديهم - أخبار مصر - الوطن
الكاتبة الكبيرة سناء االبيسي

هل أكتب عن حرصها على عملها ومتابعتها كل كلمة ونقطة وفاصلة فيما تكتب، وكيف كانت وصيتها الدائمة لنا بأنّ الكاتب لا ينتهي دوره إلاّ مع بدء المطبعة في الدوران وقبل ذلك هو مسئول عن متابعة الصور والإخراج والصورة النهائية التي سيطالع القراء عليها موضوعه.

هل يمكن أن أنسي وصفها للمنافسة الصحفية المشروعة وكيف أن رئيس التحرير هو كالجواهرجي والغلاف هو بمثابة "الفاترينة" التي ينبغي أن يضع فيها كل ما يجذب ويشد الانتباه والشاطر هو مَن يجعل القارئ يمد يده ويسحب مطبوعته دون غيرها من المعروض.

فالقارئ هو السيد دائمًا هل يعني ذلك عدم المجاملة بين الحين والآخر للناس اللّي فوق، نعم يمكن ذلك، لكن بشكل محدود ومحسوب وعزيز وغير مبتذل أو منتقض أو ينتقص من صاحب الحق الأصيل وهو القارئ  فهو من يقتطع جزءًا من ماله وبعضا من وقته ليقرأ ما نكتب.

سناء االبيسي

ليس معني ذلك أن مبدأنا أن القارئ دائمًا على حق، لكن مبدأنا أن حق القارئ علينا هو الحقيقة، فالتحقق مما نكتب وعدم قذف الناس بالباطل دون سند كان مبدأ أساسيًا تعلمناه منها، لديك سبق صحفى؟ رائع جدًا، هل لديك من المستندات ما يثبته؟ إذا كانت الإجابة بنعم مدعومة بالوثائق فالطريق إلى المطبعة مفروش بالورود، كم من مرات لا أكاد أحصيها قمت فيها بتلك النوعية من الموضوعات وكانت أغلى مكافأة أنالها نظرة فخر وزهو  أراها في عيون أستاذتي. 

تعلمت أيضا من سناء البيبسي أن الكبير يخلق  حوله جيلاً من الكبار، وأن علاقات العمل لا بدّ أن تنبني على أساس من الاحترام والتقدير والإنسانية والفهم لنفسية كل العاملين والتشجيع لهم وعدم التقليل من قدر أو مكانة أو عمل أي فرد في المنظومة، تعلمت منها قيمة الصُّورة والسهل الممتنع في الإخراج المتمثل في بساطة الخطوط مع رقيها وتعبيرها عن المحتوي.

سناء االبيسي

أستاذتي تعلمت منها أن المرأة إنسانة قبل أن تكون أنثى، فاحتياجات المرأة ليست مكياجا وأزياء وديكورا ومطبخا وعناية بالأطفال إنما احتياجها الأكبر للثقافة والعلوم والفنون بأنواعها تشكيلية كانت أم تعبيرية أو موسيقية وقبل كل ذلك احتياج المرأة الأساسي هو العدل والإنصاف وخصوصًا  في مجتمعنا الذكوري بامتياز.

مَن منا لم يحب سناء؟ لا أظن أن هناك من لم يحبها، أذكر أحد الكتاب المعروفين الذي ترك العمل إثر خلاف بينهما في العمل، لكنه حين حمل القلم يكتب عنها كان الحبر يقطر حبًا وتقديرًا وحزنًا عن عدم استكمال مسيرته معها.

هل انتهي كلامي عن الأستاذة؟ بالتأكيد لا.. فسناء البيسي مدرسة كاملة ليس في الصحافة فحسب بل في الحياة.

دمت لي أستاذتي وقدوتي العزيزة التي أتمنّى أن تكوني راضية عني كتلميذة حاولت أن تفتقي أثرك في بلاط  كنت أنت فيه ملكة يا صاحبة الحرف الشريف.