رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عيد العمال والعمل والأمل

بمجمع «هاير مصر» الصناعى، احتفل عمال مصر، أمس الخميس، بعيدهم، مع الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى وجه «تحية إجلال وتقدير لكل يدٍ مصرية، تزرع الأمل، وتصنع حياة كريمة، وتبنى للحاضر والمستقبل، من أجل مصر الحديثة والمتقدمة، التى تمضى اليوم نحو بناء قاعدتها الصناعية». ثم وعدهم، ووعدنا جميعًا، بأن تواصل الدولة العمل على زيادة معدلات التشغيل، وتعزيز شبكات الحماية الاجتماعية، ورفع مستويات الأجور، مع مواصلة أقصى جهد لمكافحة التضخم وارتفاع الأسعار.

يقع مجمع «هاير مصر» الصناعى، الصديق للبيئة، فى مدينة العاشر من رمضان، التابعة لمحافظة الشرقية، على مساحة ٢٠٠ ألف متر مربع، ويعد أحد أكبر وأحدث مشروعات صناعة الأجهزة الكهربائية فى مصر، والمنطقة. وما يدعو للتفاؤل، ويجعلنا أمام عيد آخر للعمل والأمل، ويؤكد حرص الدولة المصرية، قيادة وحكومة، على دعم المشروعات الاستثمارية الجادة، التى تهدف إلى توطين الصناعة، هو أن سنة بالضبط، فصلت بين وضع حجر أساس هذا المشروع الضخم، فى مارس ٢٠٢٣، والانتهاء من تنفيذ مرحلته الأولى، التى وفرت أكثر من ثلاثة آلاف فرصة عمل، وبدأت، منذ مارس الماضى، فى إنتاج التكييف المنزلى والمركزى، وغسالات الملابس، بطاقة إنتاجية تصل إلى مليون وحدة، سنويًا، وبنسبة مكون محلى تتراوح بين ٤٠ و٦٠٪، ومن المقرر أن تصل إلى ٧٠٪ خلال شهور.

نحن، باختصار، أمام إحدى نتائج الخطة القومية الشاملة للتنمية، التى تكاملت فيها جهود المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص، وأتاحت فرصًا واعدة للاستثمار فى العديد من القطاعات الإنتاجية، جرى خلالها التركيز على بناء الإنسان، وتنمية مهاراته وقدراته المهنية، باعتباره قاطرة الوصول إلى مستقبل أفضل، انطلاقًا من إيمان الرئيس السيسى بأن الفقر الأكثر خطورة هو فقر الفكر والقدرات. وما من شك فى أن الدولة لم يكن بإمكانها أن تمضى اليوم نحو بناء قاعدتها الصناعية، لولا الجهد الخارق، بوصف الرئيس، الذى بذله عمال مصر لإعادة تشييد البنية التحتية المتطورة فى جميع أنحاء الجمهورية.

استكمالًا لذلك، وإيمانًا بأهمية تضافر جهود الدولة لتوفير حياة كريمة لجميع فئات المجتمع، وفى القلب منها العمال، وجه الرئيس، أمس، باستمرار العمل على استشراف وظائف المستقبل وما تحتاجه تلك الوظائف من مهارات، مع إنشاء مركز تدريب متكامل لتدريب الشباب على المهارات اللازمة لسوق العمل وفقًا للمعايير العالمية، ليكون هذا المركز جاذبًا لتدريب راغبى العمل فى مصر وعلى المستوى الإقليمى. ودعا وزارة العمل إلى تعظيم دورها فى تنمية المهارات والموارد البشرية، والاستمرار فى تطوير منظومة التدريب المهنى لتوفير العمالة المصرية الماهرة والاستفادة من تجارب القطاع الخاص الناجحة فى هذا الشأن، واستمرار العمل على زيادة معدلات تشغيل ذوى الهمم ودمجهم فى سوق العمل، وزيادة معدلات تشغيل النساء وتمكينهم اقتصاديًا، وضمان التوفيق بين واجباتهن الأسرية وواجبات العمل.

بالتزامن، انطلقت ٨ وحدات تدريب مهنى متنقلة من أمام مقر الوزارة، بالعاصمة الإدارية الجديدة، إلى محافظات الإسكندرية، جنوب سيناء، الإسماعيلية، السويس، الوادى الجديد، سوهاج، الجيزة والأقصر، لتدريب ٣٠٠٠ فتاة وشاب على مهن تحتاجها سوق العمل، فى نطاق مدن وقرى المبادرة الرئاسية «حياة كريمة». ومن كلمة الوزير فى احتفالية عيد العمال، عرفنا أن هذه الوحدات، تنضم إلى ٢٧ وحدة تدريب متنقلة، سبق إطلاقها، فى إطار مشروع «مهنى ٢٠٣٠»، الذى يستهدف تدريب مليون متدرب، بمشاركة أكثر من ٩٠٠ مركز مهنى خاص، و٧٥ مركز تدريب مهنى ثابتًا ومتنقلًا تابعًا للوزارة.

.. أخيرًا، ومع دعوته «مجلس النواب الموقر» إلى سرعة الانتهاء من مناقشة مشروع قانون العمل الجديد، وتوجيهه بـ«تحقيق الحماية القانونية الواجبة للعمال من خلال زيادة معدلات التفتيش على المنشآت الخاضعة لقانون العمل، لضمان إنفاذ أحكام القانون وتطبيق الحد الأدنى للأجر»، وجّه الرئيس السيسى، أيضًا، وزارة العمل بإعداد استراتيجية وطنية متكاملة للعمل على نشر ثقافة السلامة والصحة المهنية وضمان تحقيق اشتراطاتها وتأمين بيئة العمل بين أصحاب الأعمال والعمال لضمان حماية جميع المواطنين، وإعداد حملات توعوية لأصحاب العمل حول الالتزام بالسلامة والصحة المهنية.