رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لغز حماس

دعنا نراقب الأحداث ونرصد النتائج في السبعة أشهر الأخيرة منذ اقتحام "حماس" المستعمرات الإسرائيلية في غلاف غزة فيما يسمى بـ"طوفان الأقصى".
الخسائر الفلسطينية حتى الآن تشير إلى عشرات الآلاف من الشهداء الفلسطينيين ومئات الآلاف من الجرحى وملايين من المشردين، وتدمير كامل للبنية الأساسية والمباني في قطاع غزة يحتاج لما لا يقل عن ١٥ عاما لإعادة الوضع كما كان، وفقا لتقارير الخبراء.

لو نحينا جانبًا وابتعدنا قليلًا عن نظرية المؤامرة ومقولة إن "حماس" هي صنيعة إسرائيلية بامتياز.. وافترضنا حسن النية منها لوجدنا أن كل حساباتها خاطئة ومدمرة.. فإسرائيل لم تتوقف يوما عن القتل والتدمير.. ولم يتورط أحد من جيران "حماس" العرب أو الفرس أو الترك في الحرب لظروف متباينة، ولم تتنازل إسرائيل من أجل الرهائن وتبادل الأسرى كما توقعت "حماس"، وتضاءل عدد المعارضين لسياسة نتنياهو المجرمة داخليا وعالميا، والتي تركز على الإبادة الجماعية لحماس ومن يؤيدها واعتبار ما يحدث هو "معركة البقاء".

وزاد الطين بله إصدار مجلس النواب الأمريكي، لأول مرة، تشريعا عنصريا فحواه تجريم انتقاد إسرائيل!!

وتسعى الولايات المتحده حاليا لإغلاق مكاتب "حماس" في قطر، لتصبح قيادة "حماس" مشردة ويسهل مطاردتها.

منذ اليوم الأول أعلنت مصر موقفها الثابت من القضية الفلسطينية، وأن تهجير الفلسطينيين لسيناء خط أحمر، ولن تُحل القضية الفلسطينية على حساب مصر.

وواصلت في الآونة الأخيرة جهودها لفرض حل الدولتين وتسليم الأسرى والوصول لهدنة ووقف القتال، وبالفعل أعلن وزراء مجلس الحرب فى إسرائيل عن موافقتهم على الخطة المصرية، وأن "نتنياهو" رغم تحفظه على بعض التفاصيل إلا أنه يوافق على الخطوط العريضة، وأصبح الحل وشيكا بالفعل.

وسط هذا الجو المفعم بالتفاؤل قامت "حماس" بنسف كل الجهود المبذولة لحل الأزمة.. وأعلنت بغباء عن أنها المسئولة عن إطلاق الصواريخ وتدمير معبر كرم أبوسالم.

بهذا التصرف الأحمق والمشبوه والمريب جدا منحت "حماس" إسرائيل المبرر القوي لاجتياح رفح، ولتنسف كل الجهود المبذولة لحل القضية وفرض حل الدولتين.

اللهم قني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم.