رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تصاعد التوترات في غزة: تحليل للتطورات العسكرية برفح ومسار المفاوضات

غزة
غزة

تشهد المنطقة الشرقية لمدينة رفح في قطاع غزة حالة من التصاعد العسكري، حيث تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية بغية السيطرة على المعبر الحدودي مع مصر. في الوقت نفسه، تتواصل جهود التفاوض في القاهرة بين إسرائيل وحركة حماس للتوصل إلى اتفاق هدنة.

"الدستور" يبرز آخر التطورات الميدانية وردود الفعل المحلية والدولية على هذه الأحداث المتسارعة التي تشهدها المنطقة.

إسرائيل تكشف نيتها من العملية العسكرية في رفح

وفقًا لتقارير شبكة "إن بي سي" الأمريكية، نقلًا عن مسؤول إسرائيلي، تم التأكيد على أن العملية العسكرية في رفح هي عملية محدودة تستهدف تحقيق أهداف تكتيكية والضغط على حركة حماس لتحقيق تقدم في المفاوضات.

وفقًا لمصادر مطلعة على الخطط الإسرائيلية، تم التأكيد على أن العملية في رفح ستكون محدودة للغاية، مع التركيز على مواصلة الضغط على حماس للموافقة على صفقة تسوية قادرة على تحقيق وقف لإطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين.

كذلك أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي سيطرته على الجانب الغزاوي من معبر رفح مع مصر، مما أدى إلى توقف السفر وتدفق المساعدات إلى قطاع غزة بشكل كامل، وذلك وفقًا لتصريح وائل أبو عمر، مسؤول حدود غزة.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بدخول اللواء 401 إلى معبر رفح في وقت مبكر من صباح الثلاثاء، حيث تمت مساعيه لتعزيز الوجود العسكري الإسرائيلي عند المعبر. وقد تم استهداف أكثر من 50 هدفًا في رفح خلال العملية، مما دفع الجيش إلى إصدار تحذيرات لنحو 100 ألف مدني بضرورة إخلاء بعض المناطق.

وزعم الاحتلال استخدام المنطقة المجاورة للمعبر لأغراض إرهابية، مما دفعه لاتخاذ إجراءات عسكرية لمواجهة هذا التهديد.

قبل بدء العملية الليلية، أكد الاحتلال التنسيق مع المنظمات الدولية في المنطقة لضمان السلامة الإنسانية خلال العملية، وأكد أيضًا على وجود قوات خاصة تقوم بمسح المنطقة والمعابر الحدودية.

إسرائيل تصر على رفض المفاوضات

فيما رفضت إسرائيل تعهدات التهدئة التي طرحتها الوساطة، مطالبة بإطلاق سراح 20 فلسطينيًا مقابل كل محتجز لديها، بينما تصر حركة المقاومة على الإفراج عن 30 محتجزًا. كما رفضت إسرائيل منح الوساطة حق الاختيار في أسماء الأسرى الفلسطينيين المفرج عنهم.

"الصحة الفلسطينية" توجه نداء عاجلا

وجهت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة نداءً عاجلًا إلى المجتمع الدولي لتيسير سفر المرضى والجرحى وتأمين الوقود، مع الضغط على الدول التي تعهدت بقبول المرضى للالتزام بوعودها.

فيما حمل المكتب الإعلامي الحكومي في غزة المسؤولية عن العدوان الإسرائيلي على القطاع، مؤكدًا استهداف الاحتلال للمؤسسات الصحية والتعليمية شرق رفح، مع تعمد تفاقم الوضع عبر منع دخول المساعدات وإغلاق المعابر الحدودية.

وأوضح مدير مكتب الإعلام الحكومي في غزة أن العملية الإسرائيلية، تسببت في توقف المساعدات لنحو 2 مليون نازح في رفح، مؤكدًا أن 35 شخصًا لقوا حتفهم خلال الـ 24 ساعة الماضية نتيجة الهجمات الإسرائيلية، ومحذرًا من تدهور الأوضاع الإنسانية بشكل كارثي بسبب التصعيد الإسرائيلي.

كما أكدت الفصائل الفلسطينية أن العمليات العسكرية في رفح وإغلاق المعابر تشكل كارثة إنسانية تؤثر على 2.5 مليون فلسطيني.

وسبق أن أدانت السلطة الفلسطينية احتلال إسرائيل لمعبر رفح وتهديدها بتهجير الفلسطينيين، ودعت الولايات المتحدة للتدخل العاجل لمنع تصعيد الأوضاع، وفقًا لوكالة الأنباء الفلسطينية.

تحذيرات حماس

فيما حذر عضو سابق في حماس من قبول أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع إسرائيل ما لم يتم الإفراج عن الرهائن ويترافق مع استقالة حماس من السلطة.

وأعلنت كتائب القسام استهداف دبابة إسرائيلية واشتعال النيران فيها، وتصاعد الاشتباكات مع جنود إسرائيليين في حي الشوكة شرق رفح.

وأصدرت حماس بيانًا يدين فيه إغلاق المعابر الحدودية ويصف الاقتحام الإسرائيلي لمعبر رفح بالتصعيد الخطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولي، داعية لتدخل دولي لوقف التصعيد.

وفي سياق متصل، أكدت وزارة الصحة في غزة على حاجة المرضى إلى السفر لتلقي العلاج اللازم، مشيرة إلى أن إغلاق المعبر يعرقل وصول الأدوية والوقود لتشغيل المستشفيات، وهو ما يعرض حياة المرضى للخطر.

وأعربت الأمم المتحدة عن قلقها من إغلاق المعابر الحدودية وحذرت من تداعياته على الوضع الإنساني، مؤكدة أن السلطات الإسرائيلية منعت وصول المساعدات.

فيما أكدت وكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين أن استيلاء إسرائيل على معبر رفح قد يعرقل جهود الإغاثة، مشيرة إلى ضرورة ضمان استمرار تدفق المساعدات للقطاع.

وأكدت منظمة الصحة العالمية ضرورة نقل المرضى وضمان استمرارية الخدمات الطبية في غزة رغم الإغلاقات.

عملية محدودة في رفح

بحسب مراقبين، يؤكد الاحتلال الإسرائيلي أن العملية في رفح تقتصر على نطاق محدود ولا علاقة لها بالاجتياح البري الذي تحدثت عنه إسرائيل سابقًا، ربما في محاولة لتجنب ردود الفعل الصارمة من الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي.

وبحسب قراءات مطلعة على المشهد، فإن سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني من معبر رفح تعني سيطرتها الكاملة على المساعدات التي تصل إلى قطاع غزة، مما ينذر بحدوث مجاعة وتفاقم المأساة الإنسانية في رفح الفلسطينية وفي القطاع بأكمله.