رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سعادة محفوفة بالقصف.. كيف قتل الاحتلال فرحة أهل غزة بالهدنة؟

غزة
غزة

ساعات قليلة مرت على إقرار الهدنة بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة، وذلك منذ حرب السابع من أكتوبر الماضي وحتى الآن، التي استشهد خلالها قرابة 34 ألفًا و654 شهيدًا النسبة الأعلى منهم من النساء والأطفال، إلى جانب إصابة 77 ألفًا و908 آخرين، وآلاف المفقودين تحت الأنقاض.

إلا أن الجانب الإسرائيلي اخترقها وقضى على فرحة أهالي غزة في الساعات الأولى من إقرار الهدنة، التي ظنت خلالها النساء، لا سيما الأمهات، أن أطفالهن أصبحوا في مأمن من نيران القصف، حتى هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مواقع تكدس مدنيين، وفي ظل آمال معلقة نحو الالتزام بالهدنة من ناحية الجانب الإسرائيلي.

هدنة وخروقات

كانت البداية مع إعلان حركة حماس عن قبولها المقترح المصري القطري لوقف إطلاق النار ووقف الحرب مع غزة، مع ضرورة ضمان فتح معبر كرم أبوسالم أمام المساعدات الإنسانية.

وفي اليوم التالي من موافقة حماس على الهدنة، أعلنت قوات الاحتلال الإسرائيلي عن أنها تدعو سكان غزة إلى مغادرة شرق رفح وهم قرابة 100 ألف من سكان غزة وينتقلوا إلى منطقة إنسانية في الأراضي الفلسطينية قبل العملية العسكرية المتوقعة في جنوب مدينة غزة.

وفجر اليوم، خرقت إسرائيل الهدنة وعادت للقصف من جديد، إذ استشهد سبعة أشخاص على الأقل وأصيب آخرون بجروح في غارة جوية إسرائيلية استهدفت مدينة غزة وتحديدًا مستشفى المعمداني.

وأتت هذه الغارة في وقت أطلقت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي قذائف مدفعية على حي الزيتون، لتعلن بعدها قوات الاحتلال عن أنها نشر دبابات في رفح وسيطرت على المعبر الحدودي وتوقف وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني.

فماذا فعل أهالي غزة بعد إقرار الهدنة ثم خرقها بالقصف الجوي الذي حدث فجر اليوم؟.. «الدستور» في التقرير التالي رصدت ردود أفعال الأهالي.

رهف: «الخونة لا أمان»

رهف غنيم، فلسطينية، وأم لطفلين: عمت الفرحة لدى العائلة حين تم الإعلان عن موافقة حماس على الهدنة وأخبار جيدة أخرى، وتابعت: «خرجت النساء يهللن في الشوارع من الفرحة، والأطفال يقفزون في كل مكان فهم في انتظار الأمان منذ شهور عديدة».

تضيف: «شاهدت طفل جارتي وصديقتي وهو يقفز من الفرحة عمره 10 سنوات، غرست فيه أمه حب غزة وأن أرضه محتلة، ولكن في ساعات الفجر بعد إقرار الهدنة قمنا بدفن الطفل، إذ مات في غارة استهدفت عددا من البنايات».

«اعتادنا أن الخونة لا أمان لهم ولكن كان لدينا أمل»، تقولها رهف تعليقًا على القصف الجوي الذي حدث بالأمس لعدة مناطق في غزة بعد ساعات قليلة من الهدنة، موضحة أن الأهالي كانوا يعلمون جيدًا أن إسرائيل لن تلتزم.

تضيف: «نتنظر مزيدا من الخروقات الآن لإقرار وقف إطلاق النار، كان كل ما نتمناه أن تتم تهدئة الحرب ولو ساعات قليلة».

إسرائيل تستهدف المدنيين

محمد نشاوي، فلسطيني من أهالي غزة، يوضح أن الأهالي فرحوا بإقرار وقف إطلاق النيران، لكن فرحتهم لم تدم طويلًا،؛ لأن أزيز الطائرات الإسرائيلية هدأ ساعتين فقط، ثم تفاجئنا طوال الليلة الماضية بأصوات طائرات تتبع القوات الجوية الإسرائيلية.

يوضح أن صوت الطائرات ظل يصدح في رفح بشكل مرعب، وكان هناك صريخ للأطفال والنساء مع بدء إطلاق النيران من ناحية الاحتلال الإسرائيلي، وظل كل الأهالي يخرجون من منازلهم وهم يصرخون.

يضيف: «بدأت الطائرات في إطلاق النيران بشكل عشوائي على عدد من البنايات التي تعج بالمدنيين وتستهدفهم عن عمد باستخدام الآلي، دون الالتزام بأي معايير للهدنة واتفاق وقف إطلاق النيران الذي وافقت عليه حماس برعاية مصرية».