رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كبير الأثريين يكشف لـ"الدستور"دلالة اكتشاف فرع جاف لنهر النيل بجوار الأهرامات

الدكتور مجدي شاكر
الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار

ثمّن الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، نتائج الدراسة التي أجرتها الدكتورة إيمان محمد غنيم بالتعاون مع فريق من الباحثين التي تفيد بخريطة توضح اكتشاف مجرى نهري قديم لنهر النيل مدفون بجوار الأهرامات.

 

وقال إن الدراسة بقيادة الدكتورة إيمان غنيم، خريجة قسم الجغرافيا بكلية الآداب جامعة طنطا ومديرة معمل الفضاء والاستشعار عن بعد بالطائرات دون طيار في قسم علوم الأرض والمحيطات بجامعة نورث كارولينا ويلمنجتون-  أكدت ما كنا نعرفه نحن كأثريين من قبل بوجود مجرى مائي بالقرب من الأهرامات كان يخدم هذه المنطقة.

 

وأشار إلى أنه في فترة التسعينيات اكتشف عالم الآثار الأمريكي مارك لينر بقايا حوض للمياه بجوار الهرم خوفو كانت ترسو به السفن، ثم في عام 2003 اكتشف المركز الفرنسي للآثار الشرقية بمنطقة وادي الجرف في البحر الأحمر وتحديدًا بمحافظة السويس مجموعة من البرديات بعنوان "برديات وادي الجرف" لرجل كان يدعى ميرور وكان يعمل رئيسًا للعمال الذين كانوا يقطعون الأحجار وينقلونها لبناء الأهرامات، حيث كان يكتب اليوميات الخاصة به على مدار 3 إلى 5 شهور أوضح فيها الكثير من التفاصيل حول تقطيع الحجارة ونقلها لمنطقة بناء الأهرامات عبر النهر. 

 

وأوضحت هذه البرديات أن ميرور كان يرأس 200 عامل لنقل الأحجار التي أتى بها من طره من البر الشرقي إلى البر الغربي يوميًا، وأشار شاكر، إلى أنه من خلال هذه البرديات استطعنا المعرفة بوجود ممر مائي بالقرب من الأهرامات، لكننا لم نكن نعرف شكله أو طبيعته أو أية تفاصيل أخرى عنه، مشيرًا إلى أننا كنا في السابق نمتلك معلومة تاريخية حول هذ المجرى، أما الآن فمن خلال التعاون مع قسم الجغرافيا والليزر وكلية العلوم، نحن أمام دليل علمي واضح يؤكد هذه المعلومة.

 

وكشف كبير الأثريين لـ"الدستور" عن أن هناك 3 ألغاز فيما يخص الأهرامات، وهي كيفية نقل الحجارة إلى هذه المنطقة وكيفية تقطيعها وكيفية رفعها لبناء الأهرامات، مضيفًا أنه من خلال الدراسة التي أجرتها الدكتور إيمان غنيم استطعنا حل أول لغز من هذه الألغاز وهو كيفية نقل الحجارة إلى منطقة الأهرامات، وهو ما أوضحه أيضًا ميرور في مذكراته، حيث قال إنهم كانوا يستعينون بالأخشاب وربطها ببعضها البعض بواسطة الأحبال ونظرًا لأن الأخشاب والأحبال مواد طبيعية فكانت تتمدد وبالتالي تتمسك ببعضها البعض جيدًا ثم يتم وضع الأحجار عليها ونقلها إلى منطقة الأهرامات.

اكتشافات مستقبلية منتظرة

وأوضح أن هذا الاكتشاف العلمي سيساعدنا في المستقبل على إجراء العديد من الأبحاث، فبما أنه تم اكتشاف فرع لنهر النيل بطول 64 كيلو مترًا، أي 40 ميلًا وعمق 25 مترًا، فهذا يعني أنه كانت هناك مستوطنات بشرية حوله وبالتالي مناطق للزراعة وتربية الحيوانات وغيرها. وهذا ما يعني أننا إذا بحثنا كأثريين في هذه المنطقة أعتقد أننا سنجد أشياءً كثيرة. كما أن أساتذة علوم المناخ يمكنهم البحث عن الظروف المناخية في هذه المنطقة بذلك الوقت مع البحث حول أسباب اندثار هذا الفرع من نهر النيل.

 

وأشار الدكتور مجدي شاكر، إلى رغبته في عمل دائرة مستديرة بحضور الدكتورة إيمان غنيم وأساتذة من كلية العلوم وقسم الجيولوجيا إلى جانب الأثري الكبير الدكتور زاهي حواس وخبراء الآثار ومناقشة هذا الاكتشاف وتكاتف فئات العلم المختلفة للبحث عن المزيد من المعلومات حول الأهرامات.

 

وأكد على أمنيته بعمل مؤتمر دولي سنوي باسم "نهر الأهرامات" يجتمع فيه الأثريون والجيولوجيون وأساتذة كلية العلوم إلى جانب الجغرافيين والتاريخيين وغيرهم من جهات العلم المتعلقة لمناقشة كل ما هو جديد في مجال البحث العلمي بمنطقة الأهرامات وما حولها، وهو الأمر الذي سيساعدنا في الترويج أكثر للسياحة، إلى جانب الاستمرار في البحث العلمي بتعاون جهاته المختلفة للوصول إلى اكتشافات متتالية حول ما حدث في بناء الأهرامات. والتسويق السياحي الجيد لهذا المؤتمر الذي بالتأكيد سيخرج بنتائج هامة للغاية، وهو ما سيساهم في الترويج السياحي والثقافي لدولتنا، فاكتشاف نهر بطول 64 كيلو مترًا وعرض نصف كيلو متر ليس أمرًا هينًا، بل هو اكتشاف كبير للغاية يمكن أن يساعدنا في اكتشاف آلاف القرى والمدن المندثرة حول الأهرامات.

 

وأشار إلى أن الدليل على أهمية هذا الاكتشاف هو تناول الصحف العالمية مثل CNN والجارديان وBBC وصحيفة The Nature الشهيرة التي لا تقدم إلا أبحاثا موثوقًا بها تناولت هذا الاكتشاف وعرضت نتائج الدراسة على منصاتها.