رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من حكايات «محفوظ».. التحق بمعهد الموسيقى وعشق كرة القدم

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

نجيب محفوظ، روائي نوبل العالمي، والذي رُغم احترافه الأدب، إلا أنه كان يميل إلى الموسيقى، وهو ما شهدته بداياته حيث التحق خلالها بمعهد الموسيقي العربية، لمدة عام كامل.

تحدث «محفوظ»، عن تلك الفترة، في حوار أجراه مع الكاتب رجاء النقاش عام 1990، وفيه قال: «بلغ من حبي للموسيقي والغناء، أنني التحقت بمعهد الموسيقي ودرست فيه لمدة عام كامل، ويبدو لي الآن أنني لو كنت وجدت توجيهًا سليمًا من أحد؛ لتغير مسار حياتي، واخترت طريق الموسيقي وليس الأدب، وأنا لم أفكر يومًا في أن أكون فنانًا تشكيليًا رغم حبي للفن التشكيلي، ولكن كان ممكنًا أن أحترف الموسيقي من شدة فُتنتي بها، وعلى أي حال فقد كان للقدر تصاريف أخري».

وأضاف: «كان التحاقي بمعهد الموسيقي العربية عام 1933، وكنت آنذاك، طالبًا بالسنة الثالثة بقسم الفلسفة في كلية الآداب جامعة فؤاد الأول «القاهرة الآن»، وكانت النظم الجامعية المعمول بها في تلك الفترة تسمح لمن هم في السنة الثالثة بأداء امتحان الليسانس أو السنة الرابعة مُباشرة، وبذلك لا أكون مُلزما بأداء امتحانات السنة الثالثة، فانتهزت الفرصة وقررت دراسة الموسيقي، والتحقت بالمعهد لمدة عام وحصلت في نهايته على أعلى الدرجات، ولكنني لم أواصل الدراسة في العام التالي، فقد كان علي الاستعداد لامتحان الليسانس في كلية الآداب، وإلى وقتنا هذا، مازلت أحفظ أدوارًا من تلك التي درستها في معهد الموسيقي العربية».

«نجيب محفوظ» عازفًا على آلة القانون 

وحول هواياته وأحلامه، قبل احترافه الكتابة الروائية قال: «كنت أعزف على آلة القانون، وكان أستاذي في هذه الآلة حفيدا للعقاد الكبير، عازف آلة القانون في فرقة أم كلثوم الأولي، وهو أيضًا ابن العقاد بك مدير معهد الموسيقي العربية، وفي أول مرة  ذهبت فيها إلى المعهد، طلبوا مني مُقابلة المدير، فدخلت مكتبه، وطلبت الالتحاق بالمعهد، فطلب مني أن أجلس أمامه، ثم أُبدي ملاحظة عن تقدمي في السن قليلًا بالنسبة لمبتدئ في الموسيقى، وكنت في الثانية والعشرين، وقلت له: «إني طالب في الجامعة»، فوافق على انتسابي للمعهد، وسألني عما إذا كنت قد اخترت آلة موسيقية معينة لكي أدرسها، فقلت له: «إذا كانت دراسة الآلة الموسيقية إجبارية، فإني اختار آلة القانون». 

وعلق المُحاور رجاء النقاش، على الحوار قائلًا: «كان نجيب محفوظ، في بداية حياته، يحلم بأن يكون موسيقارًا ومطربًا، وقطع في الطريق إلى تحقيق هذا الحلم خطوات عديدة».

ولاعبًا لـ«كرة القدم»

وفي كتابه «أولاد حارتنا.. بين الفن والدين»، يذكر مؤلف الكاتب والناقد الراحل رجاء النقاش، أن نجيب محفوظ حلم بأن يكون لاعب كرة قدم، وتحدث عن ذلك الحلم، صديق عمره ورفيق صباه الدكتور «أدهم رجب»، حيث يقول: «كان نجيب محفوظ لاعب كرة من طراز نادر، وفي أيام صبانا في حي العباسية، كان محاورًا ومداورًا ومناورًا كرويًا، لو استمر لنافس نجوم ذلك العصر من أمثال: حسين حجازي، والتتش، ومن بعدهما عبد الكريم صقر ثم الضظوي، وأقول الحق، وأنا أشهد للتاريخ، أنني لم أر في حياتي حتى الآن ــ 1970 ــ وأنا مدمن للكرة، فأنا شاهد عدل، وأقول: «إنني لم أر لاعبا في سرعة نجيب محفوظ في الجري، الذي كان أشبه بالصاروخ المنطلق، وكان هذا يلائم الكرة في عصر صبانا، ففي شبابنا الباكر كان عقل اللاعب في قدميه، وكان اللاعب القدير، هو اللاعب الفرد الذي ينطلق بالكرة كالسهم نحو الهدف، لا يلوي علي شئ، كان عقل نجيب محفوظ أيامها في قدميه».

ويعلق رجاء النقاش قائلًا: «هذا ما كتبه الدكتور «أدهم رجب»، عن نجيب محفوظ لاعب الكرة، وقد علق نجيب محفوظ علي هذا الكلام تعليقا غاية في الطرفة وخفة الظل، فقال: «لم تكن النظريات والخطط في الكرة قد ظهرت بعد، لم نكن نعرف ما هي خطة 3 ــ 2 ــ 3 ولا ما هي 4 ــ 2 ــ 4 كان الجري السريع هو ما يميز اللاعب الممتاز».