رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنائس الغربية تحتفل بأسبوع الآلام.. ما هو؟

الكنائس الغربية
الكنائس الغربية

تحتفل الكنائس الغربية ببداية أسبوع الآلام، وكان البابا الراحل شنودة الثالث، قال سابقا في نشرة تعريفية عن أسبوع الآلام، إن أسبوع الآلام هو أقدس أيام السنة وأكثرها روحانية، وهو أسبوع مملوء بالذكريات المقدسة في أخطر مرحلة من مراحل الخلاص وأهم فصل في قصة الفداء.

واختارت الكنيسة لهذا الأسبوع قراءات معينة من العهدين القديم والحديث كلها مشاعر وأحاسيس مؤثرة للغاية توضح علاقة الله بالبشر. كما اختارت له مجموعة من الألحان العميقة ومن التأملات والتفاسير الروحية. ويسمونه أسبوع الآلام أو أسبوع البصخة المقدس أو الأسبوع المقدس.

ففي اللغة الإنجليزية يقولون عنه The Holy Week (الأسبوع المقدس) وكل يوم فيه هو أقدس يوم بالنسبة إلى اسمه في السنة كلها. فيوم الخميس مثلًا يسمونه The Holy Thursday أي الخميس المقدس. ويوم الجمعة يسمونه The Holy Friday أي الجمعة المقدسة وهكذ

كان هذا الأسبوع مكرسًا كله للعبادة يتفرغ فيه الناس من جميع أعمالهم ويجتمعون في الكنائس طوال الوقت للصلاة والتأمل، وكانوا يأخذون عطلة من أعمالهم ليتفرغوا للرب ولتلك الذكريات المقدسة. ولا يعملون عملًا على الإطلاق سوى المواظبة على الكنيسة والسهر فيها للصلاة, والاستماع إلى الألحان العميقة والقراءات المقدسة

ما أكثر الناس الذين يأخذون عطلة في الأعياد والأفراح وفي قضاء مشاغلهم ولكن ما أجمل أن نأخذ عطلة لنقضيها مع الله في الكنيسة، والملوك والأباطرة المسيحيون كانوا يمنحون عطلة في هذا الأسبوع، وكانوا يمنحون جميع الموظفين في الدولة عطلة ليتفرغوا للعبادة في الكنيسة خلال أسبوع الآلام. وقيل إن الإمبراطور ثيؤدوسيوس الكبير كان يطلق الأسرى والمساجين في هذا الأسبوع المقدس ليشتركوا مع باقي المؤمنين في العبادة, لأجل روحياتهم وتكوين علاقة لهم مع الله. ولعل ذلك يكون تهذيبًا لهم وإصلاحًا.

وكان السادة أيضًا يمنحون عبيدهم عطلة للعبادة. فإن كان الوحي الإلهي قد قال عن اليوم المقدس "عملًا من الأعمال لا تعمل فيه" فإنه قال أيضًا  "لا تصنع عملًا ما أنت وابنك وابنتك وعبدك وأمتك وبهيمتك ونزيلك الذي داخل أبوابك" (خر10:20). حقًا إن عبدك وأمتك لهما أيضًا حق في أن يعبدا الله مثلك وأن يشتركا في قدسية تلك الأيام. من حق الخدم أن يتفرغوا أيضًا من أعمالهم لعبادة الرب. وهكذا حتى في أعمق أيام الرق, لم تسمح الكنيسة بأن تكون روحيات السادة مبنية على حرمان العبيد. بل الكل للرب, يعبدونه معًا ويتمتعون معًا بعمق هذا الأسبوع وتأثيره وقوانين الرسل -في أيام الرق- كانت تحتم أن يأخذ العبيد أسبوع عطلة في البصخة المقدسة, وأسبوعًا آخر بمناسبة القيامة.