رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

نتائج «الرد» الإيرانى

أمام جدارية عليها صواريخ وعلم إسرائيلى ممزق وعبارة تقول إن «الصفعة المقبلة ستكون أقوى»، احتشد إيرانيون، صباح أمس، الأحد، ليحتفوا بهجوم بلادهم على إسرائيل. وصباح اليوم نفسه، اليوم ١٩١ للعدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية فى القطاع عن استشهاد ٤٣ فلسطينيًا وإصابة ٦٢ آخرين، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، نتيجة قصف إسرائيلى بالمدفعية والطائرات والسفن الحربية، ليصل عدد ضحايا العدوان إلى نحو ٣٤ ألف شهيد و٨٠ ألف مصاب.

فى أول هجوم مباشر لها على إسرائيل، أطلقت إيران، مساء أمس الأول، السبت، صواريخ بالستية وصواريخ كروز، وسربًا من الطائرات المسيرة، التى لا تتجاوز سرعتها ١٨٥ كيلو مترًا فى الساعة، وبينما قال الإسرائيليون إنهم تمكنوا من القضاء على ٩٩٪ منها خارج أراضيهم، واصفين ذلك بأنه «إنجاز استراتيجى مهم»، أكد الجانب الإيرانى وصول ٥٠٪ من المقذوفات إلى أهدافها، مشيرًا إلى أنها أحدثت أضرارًا بالغة فى «قاعدة نوفاطيم»، التى أقلعت منها طائرات «إف ٣٥» لقصف القنصلية الإيرانية فى دمشق، وأيضًا فى «المركز المخابراتى» الإسرائيلى، الذى وفر المعلومات المطلوبة لشن الضربة. 

الهجوم الإيرانى، كما لعلك تعرف، جاء ردًا على القصف الجوى الإسرائيلى للقنصلية الإيرانية فى دمشق، الذى أسفر عن تدمير مبنى القنصلية ومقتل سبعة من عناصر «الحرس الثورى» الإيرانى، بينهم اثنان من كبار الضباط. وفى المقابل، طالب عدد من وزراء المجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر برد صارم على الهجوم الإيرانى، غير أن ذلك، سيتوقف، غالبًا، على نتائج المشاورات الجارية، حاليًا، بين إسرائيل والولايات المتحدة، التى قالت إنها لا تدعم أى هجوم إسرائيلى مضاد. والإشارة هنا قد تكون مهمة إلى أن حسين أمير عبداللهيان، وزير الخارجية الإيرانى، قال أمس، الأحد، فى اجتماع مع عدد من سفراء الدول، إن طهران أبلغت واشنطن بأن الهجمات الإيرانية ضد إسرائيل ستكون محدودة وللدفاع عن النفس.

عن مسئولين أمريكيين، نقل موقع «أكسيوس»، وجريدة «وول ستريت جورنال» أن الإدارة الأمريكية لا تسعى إلى حرب أكثر اتساعًا مع إيران، و«تخشى أن يؤدى الرد الإسرائيلى على الهجوم الإيرانى إلى حرب إقليمية تبعاتها كارثية». ومجددًا، أكد الرئيس الأمريكى جو بايدن، التزام بلاده «الصارم» بأمن إسرائيل ضد تهديدات إيران ومن وصفهم بوكلائها فى المنطقة، وقال إنه سيتواصل مع نظرائه فى «مجموعة السبع» لتنسيق «رد دبلوماسى موحد» على ما وصفه بـ«هجوم إيران الوقح». وبالفعل، اجتمع، ظهر أمس، قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى، عبر الفيديو كونفرانس، بدعوة من إيطاليا، التى تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة، ونددوا جميعًا بالهجوم الإيرانى على إسرائيل. 

أيضًا، ندّد أنطونيو جوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، بما وصفه بـ«التصعيد الخطير الذى يمثله الهجوم واسع النطاق الذى شنته إيران على إسرائيل»، ودعا للوقف الفورى لهذه «الأعمال العدائية». كما أدان حلف شمال الأطلسى «التصعيد الإيرانى»، ودعا، فى بيان، إلى «ضبط النفس خشية اتساع نطاق التصعيد فى الشرق الأوسط». ونددت روبرتا ميتسولا، رئيسة البرلمان الأوروبى، بالهجمات الإيرانية «التى لم يسبق لها مثيل»، ووصفتها بأنها «تصعيد كبير»، مشيرة إلى أنها «تهدد بإثارة مزيد من الفوضى فى أنحاء الشرق الأوسط». وكتبت فى حسابها على شبكة «إكس» أن «الاتحاد الأوروبى يدين الهجوم بأشد العبارات، وسيواصل العمل من أجل خفض التصعيد ومنع تطور الموقف إلى مزيد من سفك الدماء».

.. وتبقى الإشارة إلى أن مصر تابعت الموقف بقلق بالغ، وتواصلت مع كل الأطراف المعنية لاحتوائه، ووقف التصعيد، وتجنيب المنطقة مخاطر الانزلاق إلى منعطف خطير من عدم الاستقرار والتهديد لمصالح شعوبها. وفى بيان أصدرته وزارة الخارجية، مساء السبت، طالبت بـ«ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنيب المنطقة وشعوبها المزيد من عوامل عدم الاستقرار والتوتر»، واصفة ما تشهده الساحة الإيرانية الإسرائيلية بأنه نتاج مباشر، لتوسيع رقعة الصراع، الذى سبق أن حذرّت، مرارًا، من مخاطره.