رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"قمة الأخطاء" بين عناد كولر.. ودلع اللاعبين.. ومستوى التحكيم

استحق لقاء القمة رقم 127 بين الأهلي والزمالك بالدوري لقب "قمة الأخطاء"؛ بسبب الأخطاء الكبيرة المتعددة التي ارتكبها مدربو ولاعبو الفريقان وطاقم تحكيم المباراة.

بهدوء وبعيدًا عن التعصب للألوان الأحمر والأبيض، فإن الزمالك استحق الفوز على الأهلي بجدارة، لأنه كان الأفضل والأكثر استحواذًا أغلب فترات المباراة وكان الأقل في الأخطاء. 
نستعرض معًا الأخطاء التي شهدتها مباراة القمة 127، والتي كانت لها سببًا كبيرًا ومؤثرًا في نتيجة المباراة. 
ونبدأ بأخطاء المدربين، ويتحمل مارسيل كولر المدير الفني للأهلي المسئولية الأكبر لهزيمة فريقه بسبب التشكيل الخاطئ الذي بدأ به المباراة، ‏ويبدو أن كولر أصابه الغرور، ويتعمد العناد مع النجوم الكبار المميزين، ويلعب بتشكيل خاطئ خلال آخر 10 مباريات من أجل أن يثبت أنه الحاكم والمتحكم في الفريق، وأن وجهة نظره وحده هي الصحيحة، وكان عناد كولر وسوء تشكيله السبب في تذبذب نتائج فريق الأهلي الأخيرة في الدوري.
‏اعتمد تشكيل كولر على اللاعبين البدلاء غير مكتملي الفورمة، واعتمد علي بعض اللاعبين الذين ليس لديهم خبرة في مباريات القمة امثال طاهر محمد طاهر وكريم نيدفيد ونبيل كوكا؛ مما أفقد الأهلي السيطرة علي وسط الملعب. ولا نعرف سببا لإصرار كولر على مشاركة موديست الذي لم يلمس الكرة نهائيا طوال الشوط الأول. 
‏ولا نعرف سببا لإصرار كولر على استبعاد الداهية أحمد عبدالقادر، ووضع رضا سليم ووسام أبوعلي وعمر السولية وكهرباء على دكة البدلاء.
‏لا يوجد تفسير لما يفعله كولر إلا أنه أصابه الغرور والعناد ويتعمد أن يسير ضد التيار ويخالف رؤية الخبراء والمحللين والنقاد والجماهير.
‏أما التفسير الثاني وهو أن كولر مدرب متواضع ولا يجيد توظيف لعبيه، وأن الإعلام أعطاه أكبر من حجمه. 
‏وفي الحالتين فإن أخطاء كولر وإصراره علي استبعاد النجوم المميزين من التشكيل يتطلب تدخلا عاجلا من إدارة الإهلي ولجنة الكرة والتطوير من أجل إيقاف تخاريف كولر الكروية، وتصحيح الأخطاء وتصحيح الأوضاع قبل ضياع فرصة الاهلي في المنافسة علي الدوري وكاس إفريقيا.
لا أتجني علي كولر عندما أحمله المسئولية وأنه السبب الأول في هزيمة الأهلي في القمة بدليل إن تغييراته في الشوط الثاني أحدثت فارقا كبيرا بعد نزول اللاعبين المميزين السولية ورضا سليم وأحمد عبدالقادر أحدثت فارقا كبيرا.
والحقيقة أن أخطاء كولر متكررة منذ بداية الموسم، ولكن الجميع كان يلتزم الصمت لأن الأهلي كان يفوز بالعافية وبفارق المهارات الفردية للاعبيه، وللأسف إن الإعلام وإدارة الأهلي وجمهوره كانوا يشاركون في التستر علي أخطاء المدرب وكانوا يبحثون دائما عن مبررات وشماعات للهزيمة أو لنزيف النقاط، ولا يواجهون المدرب بأخطائه مما تسبب في غروره وعناده، ولا بد أن تقوم الإدارة الفنية في الأهلي بمواجهة كولر بأخطائه وتعيد تصحيح الأوضاع.

‏أما جوميز المدير الفني لفريق الزمالك فمازال خارج نطاق الخدمة وكاد أن يتسبب في هزيمة الزمالك في مباراة القمة بسبب تغييراته الخاطئة، ومن الواضح أنه لا يجيد قراءة المباريات، وأن أحمد مجدي وجهازه المعاون هم من يضعون التشكيل بدليل أن تغييراته تؤكد أنه لا يعرف أمكانيات ومستويات لاعبيه.
‏وبصراحة فإن عبدالله السعيد لاعب ثقيل وأعطى شخصية لفريق الزمالك وأعطى ثقة للاعبين، ووضح ذلك في المباريات الأخيرة حيث ينهار فريق الزمالك بمجرد خروج عبدالله من الملعب وتتباعد خطوط الفريق. 
‏ووضح أن وجود عبدالله السعيد داخل أرض الملعب مهم للغاية حتي لو هبطت لياقته تماما، لأنه يجيد تنظيم صفوف الفريق وإعطاء اللاعبين دفعة معنوية وثقة وقوة هجومية، ويبدو أن عبدالله سيكرر سيناريو إنجازات حسام حسن مع الزمالك.

‏التحكيم في مباراة القمة كان طيبا، ونجح  إبراهيم نور الدين حكم الساحة في الخروج بالمباراة إلى بر الأمان بطريقة جيدة رغم وجود بعض الأخطاء التحكيمية غير المؤثرة في نتيجة المباراة، وهذا لا يقلل من إمكانيات نور الدين ولكنه كان حريصا علي تسيير المباراة وتجاهل بعض الاخطاء لعدم استثارة لاعبي وجمهور الفريقين، وكان حكم الڤار محمد عادل متميزا وساهم في إنجاح المباراة والخروج بها إلى بر الأمان.
وكان قرار إلغاء ضربة الجزاء للزمالك قرار صحيح، وقرار عدم طرد كريم نيدفيد للعنف للانذار الثاني قرار تقديري للحكم، وكان هدف الزمالك الثاني صحيحا ولا توجد لعبة خطر ضد الجزيري عندما لعب "الباك وورد" لان الجزيري لمس الكرة ولم يلمس رأس عمر كمال الذي تواجد في اتجاة عكس مواجهة الكرة والمرمي، ولذلك ارفض اتهام التحكيم بالتقصير وتغيير نتيجة المباراة.
بصراحة لدينا حكام أكفاء ولكن يحتاجون للحماية من بطش الإعلام ولاعبي وجماهير الفريقين، ولابد أن يتدخل اتحاد الكرة بقوة لحماية التحكيم وعناصر اللعبة بوضع لوائح صارمة لمعاقبة المخطئين والخارجين عن النص، ولكن للأسف إن اتحاد الكرة الطرف الاضعف في المنظومة ويخشي من بطش الاندية وجماهيرها.

وهناك أخطاء بالجملة للاعبي الفريقين، ولكن حراس المرمى عواد وشوبير لا يتحملان مسئولية الأهداف الثلاثة.
‏ويتحمل دفاع الأهلي مسئولية الهدفين وخاصة رامي ربيعة البطيء والذي يسهل مراوغة، أما محمد عبدالمنعم فيبدو أن اللاعب أصابه الغرور ويتعالي على الكرة ويتعصب ويفقد تركيزه سريعا، ووضح ذلك خلال المباريات الأخيرة للأهلي والمنتخب، وهذا سبب تراجع مستواه في الفترة الأخيرة، وإذا استمر عبدالمنعم بنفس الاداء والطريقة سيخسر الأهلي والمنتخب الوطني مدافع إمكانياته طيبة.
‏أما خط الوسط قفشة ونيدفيد وكوكا فهم كانوا خارج نطاق الخدمة طوال الشوط الأول، ويعتبر مودست أسوأ صفقات الأهلي في تاريخه، ويكفي أن اللاعب لم يلمس الكرة طوال الشوط الأول رغم أنه من المفروض أن أهداف الفريق والذي يعقد عليه الجميع آمالا كبيرة.
أثبت طاهر محمد طاهر أنه لا يصلح للعب للأهلي، وطريقة أدائه عشوائية وتصلح لأندية الدرجة الثانية، واختفي علي معلول ومحمد هاني وعمر كمال بسبب سوء مستوى لاعبي خط الوسط وبسبب سوء التشكيل وتفكك خطوط الفريق، ولا بد من محاكمة كولر بسبب وضع عبدالقادر ورضا سليم علي الدكة.

وبالنسبة للاعبي الزمالك فكانت أخطاؤهم أقل خلال القمة، ولكن تراجع أداء الفريق في الشوط الثاني بسبب التغيرات الإجبارية لإصابة زيزو وفتوح، وبسبب قرار جوميز بالدفع ببدلاء دون المستوى خاصة ترافيس موتيابا والزناري وهما كانا ثغرة كبيرة في الجهة اليمني للزمالك، ولا يصلح ترافس للعب في الناشئين، والزناري مستواه كان درجة ثانية، ولا شك أن أحمد حمدي وناصر ماهر مكسب كبير للزمالك ويملكان إمكانيات ومهارات عالية ولكن تأثر أدائهما في القمة بسبب طريقة الأداء الاستعراضي والفردي من أجل الرد على إدارة الاهلي ليؤكدان أن الاستغناء عنهما كان قرارا خاطئا، ويجب أن يركز ماهر وحمدي في الملعب ويبتعدان عن الأداء الاستعراضي خلال المرحلة القادمة، وسيكونان إضافة كبيرة للزمالك والمنتخب الوطني.
‏وكان المثلوثي ودونجا وعمر جابر رمانة ميزان والثقة والأمان في دفاع وسط الزمالك، ولكن هناك علامات تعجب علي أداء حسام عبدالمجيد الذي يتعمد لمس الكرة بالقدم اليسرى رغم أنه لا يجيد اللعب بالقدم اليمني، ولا بد أن يستغل الفرصة للحصول علي خبرات كبيرة في ظل تألق خط وسط الزمالك الذي يخفف الضغط عن المدافعين، ولا بد أن يثبت جدارته في مركزه في ظل غياب الونش.

‏في النهاية إن مباراة القمة كانت مليئة بالأخطاء، وأتمني أن تكون درسا يستفيد منه الجميع لتصحيح الأوضاع.
مبروك للزمالك يستحق الفوز، وهارد لك للنادي الأهلي خسر ثلاث نقاط، ولكن مازال الدوري طويلا والمنافسة بين القطبين طويلة.