رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقارير دولية: تزايد خطر التورط فى حرب إقليمية بعد فشل سياسة الردع الإسرائيلية مع حماس وإيران

حماس
حماس

أكدت شبكة «سى إن إن»، الأمريكية.. أن حكومة الاحتلال الإسرائيلى، بقيادة بنيامين نتنياهو، أصبحت عالقة بين الرد على الهجوم الإيرانى وإغراق منطقة الشرق الأوسط فى حرب شاملة لا طائل منها وعزلة دولية غير مسبوقة لإسرائيل، أو الرد بشكل محدود، قد يعنى انتصار إيران وإظهار أنها الطرف الأقوى.

وقالت الشبكة الأمريكية: «بعد عقود من حرب الظل بالوكالة، تنسف طهران استراتيجية إسرائيل للردع»، منوهة إلى أن إسرائيل لن ترسل برقية تحذيرية، كما فعلت إيران، السبت الماضى، قبل تنفيذ هجوم غير مسبوق ردًا على غارة إسرائيلية على القنصلية الإيرانية فى دمشق، فى وقت سابق من هذا الشهر.

وأشارت إلى أن «نتنياهو» يواجه ضغوطًا هائلة من ائتلافه الحاكم اليمينى المتشدد، إذ يطالب وزير المالية بتسلئيل سيموتريش باستعادة الردع، ويدعو وزير الأمن القومى إيتمار بن غفير إلى الرد بجنون.

ونوهت «سى إن إن» إلى أن حلفاء إسرائيل رغم إدانتهم الهجوم الإيرانى، فإنهم يحثون تل أبيب على ضبط النفس،، خصوصًا أن العديد منهم يرفض معاملته المميتة للفلسطينيين فى غزة، منذ اندلاع الحرب الوحشية فى ٧ أكتوبر الماضى.

وأضافت الشبكة الأمريكية «الساعة تدق، ويحتاج (نتنياهو) إلى شيئين، الوقت، للتحضير لضربة مفاجئة كبيرة، والوقت، لتجميع الدبلوماسية الدولية، وبينما يسير كلاهما على إيقاعات مختلفة، تواجه فطنته السياسية الأسطورية- التى نسفتها حرب غزة- أحد أصعب الاختبارات حتى الآن».

ولفتت إلى أن «نتنياهو» يدرك تمامًا أنه خسر الدعم الإقليمى، ويشعر بغضب القادة العرب من استراتيجيته فى غزة، وتحذيراتهم غير المباشرة من أن «أى هجوم على إيران لن يمر مرور الكرام».

فى الإطار نفسه، قالت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إنه منذ فترة طويلة يتبع جيش الاحتلال الإسرائيلى سياسة «الرد بقوة» على أى اعتداء يطاله، ولكن يبدو أن هذه الاستراتيجية فى الردع لم تعد فعالة، إذ تواصل حركة «حماس» الفلسطينية عملياتها فى غزة، وتطلق إيران ٣٩٠ صاروخًا ومُسيرة باتجاه إسرائيل، فى هجوم غير مسبوق.

وحسب الصحيفة الأمريكية، فإن إسرائيل عاجزة عن تدمير «حماس»، كما تعهدت منذ أكثر من ٦ أشهر، فضلًا عن عجزها عن الرد على الهجوم الصاروخى الإيرانى، خوفًا من السقوط فى فخ العزلة الدولية، فيما يوجه «حزب الله» ضربات متتالية لها يوميًا.

وأضافت «إيران هددت بشن هجوم أكبر ومفاجئ، إذا ما حاولت إسرائيل الرد على الهجوم الصاروخى، ومع عدم استعداد أى طرف للتنازل خوفًا من إظهار الضعف، ومع سعى جميع اللاعبين إلى قدر أعظم من الردع، فإن خطر الوقوع فى حرب إقليمية يتزايد».

ونقلت الصحيفة عن عوفر فريدمان، وهو ضابط إسرائيلى سابق وباحث فى دراسات الحرب فى «كينجز كوليدج لندن»، قوله: «إذا استمروا فى تبادل الضربات، فسيكون ذلك منحدرًا زلقًا نحو تصعيد حقيقى».

وأكدت «وول ستريت جورنال» أن الردع- وهو المبدأ القائل بأن أى هجوم سيقابل برد أكثر عقابًا- هو أساس الدفاع فى العديد من البلدان، موضحة أن هذا الردع كان واحدة من الركائز الثلاث للاستراتيجية الإسرائيلية لعقود من الزمن.

وتابعت «إذا فشل الردع، فإن إسرائيل تعتمد على الإنذار المبكر بأى هجوم، وإذا فشل كلاهما، فإن إسرائيل تسعى إلى إلحاق هزيمة ساحقة، بل مهينة، بسرعة فى ساحة المعركة، حتى تتم استعادة الردع، ولا يجرؤ الخصم على ضرب إسرائيل مرة أخرى- على الأقل لسنوات عديدة- ويبدو أن هذا غير ممكن فى الوقت الحالى، فى ظل إعلان الولايات المتحدة بأنها لن تدعم أى ضربة إسرائيلية ضد إيران».

ونوهت بأن الهجوم الصاروخى الإيرانى انحرف عن الاستراتيجية العسكرية التى تتبعها إيران وإسرائيل والولايات المتحدة فى الشرق الأوسط منذ سنوات طويلة، حيث قامت طهران ببناء شبكة من الميليشيات الوكيلة، التى سمحت لها بضرب خصوم أقوى عسكريًا، مع تقليل مخاطر الهجمات المباشرة على الأراضى الإيرانية.