رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

يوسف السباعى في بوليس الآداب من أجل نادى القصة.. اعرف الحكاية

يوسف السباعي
يوسف السباعي

فضلًا عن أعمال الكاتب يوسف السباعي الأدبية الإبداعية والفنية، حيث تحول العديد من رواياته وقصصه إلى أفلام سينمائية أبرزها فيلم "رد قلبي"، ارتبط نادي القصة باسمه فقد سعي مع إحسان عبد القدوس إلى تحويل الفكرة إلى حقيقة على أرض الواقع في العام 1953 وظل يمارس نشاطه- نادي القصة- حتى يومنا هذا. 

أعضاء نادي القصة

في عددها الـ297 والصادر بتاريخ 9 أبريل من العام 1957، نشرت مجلّة "الكواكب"، لقاء أجرته الكاتبة سكينة السادات، مع الكاتب يوسف السباعي- والذي كان يشغل في ذلك الوقت منصب سكرتير عام مجلس الفنون والآداب، وسكرتير عام نادي القصة-  مؤسس نادي القصة وملابسات تأسيسه للنادي وكيف بدأت ومن أين جاءته الفكرة.

وعن أعضاء نادي القصة قال يوسف السباعي: وكان نادي القصة مجرد اسم يعلن عنه في الكتاب الذهبي، وكنا 12 كاتبا، طه حسين، وتوفيق الحكيم، وعبد الحليم عبد الله، وباكثير، وتيمور، وفريد أبو حديد، والسحار، وإحسان وغراب وبنت الشاطئ ونجيب محفوظ وأنا، ومن أعقد المشاكل التي مرت بي، مشكلة ترتيب الأسماء وكان قد اتفق علي ترتيب الأسماء أربعة منها طه حسين وتوفيق الحكيم وتيمور وأبو حديد، أما الباقون فكنت أواجه اللوم من ذاك الذي يكتب اسمه في النهاية، حتى وضعت أنا اسمي في هذه النهاية.


هكذا شرع يوسف السباعي قانون نادي القصة

ويضيف يوسف السباعي: لم نجد مقرا لنا إلا في إحدي المجلات الفنية التي رحب صاحبها بنا، ولما وضعنا قانونا للنادي تولي ذلك توفيق الحكيم وإحسان عبد القدوس بصفتهما من رجال القانون وكنت معهما، وكانت النتيجة أن وضعت أنا القانون بعد أن اقتبست مواده من قوانين الأندية المعروفة، وأذكر أن الدكتور طه حسين ظل يحسبني من خريجي الحقوق حتى قدمني إليه أحدهم باسم"البكباشي يوسف السباعي".

 

السباعي في بوليس الآداب من أجل نادي القصة

ويضيف "يوسف السباعي" عن قصة تأسيس نادي القصة: ومن المشاكل التي واجهتها اسم "عبد الحليم عبد الله"، فقد كان يصر على أن أكتب "محمد عبد الحليم عبد الله"، لأن عبد الحليم عبد الله هو والده وهو لا يكتب قصصا، واستمر النادي مجرد كتاب يصدر وقانون معلق، حتي بدأنا نتخذ الإحراءات القانونية لإعلانه وكان أن كتبت إلى وزارة الداخلية بهذا، ففوجئت ذات يوم بأن المطلوب هو أن أذهب إلي بوليس الآداب لإتمام الإجراءات، وذهلت ما هي العلاقة بين نادي القصة وبولي الآداب؟ حتي علمت أنها إجراءات شكلية لابد أن يخضع النادي لها، ولما انتهينا من ذلك لاحظت أن إحسان يتهمني بأنني مقصر في حق النادي وأنني لا أعطيه حقه في الدعاية.

عندئذ فكرنا في استئجار مقر للنادي ووافقت السيدة روز اليوسف وهي ممولتنا الوحيدة علي ذلك، فاشتريت حجرة استقبال وحجرة لمجلس الإدارة ومكتبا لي، وطالبت السيدة روز اليوسف بأن تدفع الثمن، فدهشت وقالت لي أن طرق الشراء في الدار ليست علي هذا النحو، فلا بد أن نبلغ الإدارة المالية ويقوم مندوب بالشراء

يوسف السباعي يتمرد علي روز اليوسف

ويستدرك يوسف السباعي: وأحسست أن النادي ليس حرا، وفي ذلك الوقت كان نادي القصة يلقي فتورا من الصحف فكان لابد أن نفصل شخصيته عن السلسلة الشهرية، وكان لابد أن يكون له مصدر لتمويله فلما ناقشت في هذا الأمر إحسان وافقني عليه وعرض مبلغ 100 جنيه من جيبه لتمويل النادي حتي لا يتحكم فيه "الكتاب الذهبي"، وقد استطعت أن أتم هذا المبلغ حتى أدفع ثمن الأثاث، وحاولنا كثيرا العثور على مكان. وفي ذلك الوقت كنت أعمل في فيلم "آثار على الرمال" مع المخرج جمال مدكور، وقد سمع عن محاولتي استئجار مكان للنادي، وكان له مكتب في ميدان الحرية به ثلاث حجرات وتليفون، فعرض أن نتشارك فيه ومنرك له غرفة واحدة ونساهم في دفع أجرة المكتب بما يوازي الثلثين وهو لا يزيد على 10 جنيهات.

ويختتم يوسف السباعي حديثه عن كواليس تأسيس نادي القصة مشددا على: "في بضعة أيام أسسنا النادي ودعوت الأعضاء للاجتماع الأول في 25 مارس عام 1953 ثم قابلت بعدها الرئيس جمال عبد الناصر وطلبت منه أن يسمح لنا باتخاذ مقر للنادي، وكان أن استأجرنا المكان الحالي في عمارة سيف الدين وتولت الحكومة مهمة تأثيث النادي ودفع إيجاره، كما يحصل النادي على 200 جنيه كإعانة سنوية من وزارة التربية والتعليم. وينفق النادي على المسابقات الكثيرة، وقد أنفقنا على المسابقة الأخيرة حوالي 500 جنيه وكل هذا في سبيل تشجيع الناشئين والأخذ بأيديهم إلى المستوى اللائق".